أثر التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الإرهاب والتطرف من وجهة نظر الصحفيين
أيهم زيد العتوم
جامعة منوبة
معهد الصحافة وعلوم الأخبار
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اثر التربية الاعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الارهاب والتطرف، ولتحقيق هدف الدراسة اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي، تكون مجتمع الدراسة من جميع الصحفيين العاملين بوسائل الاعلام الرقمية والمسموعة والمرئية والمكتوبة، والمقدرة أعدادهم بـ(1870) صحفياً، تم الاعتماد على عينه عشوائية منهم وبواقع 350 صحفياً.
أظهرت النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حيويًا في نشر ثقافة التربية الإعلامية، وأن من أهم التحديات والمعيقات التي تواجه نشر مفاهيم التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدم الاهتمام بالموضوعات التي تهدف إلى تحقيق التربية الإعلامية، وغياب حملات التوعية التعريفية حول التربية الإعلامية.
أوصت الدراسة بضرورة تعزيز الوعي بأهمية التربية الإعلامية من خلال إطلاق حملات توعية وتثقيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أهمية التربية الإعلامية ودورها في مكافحة التطرف، مع التركيز على الفوائد الفردية والاجتماعية لتطوير مهارات التفكير النقدي.
كلمات مفتاحية: التربية الإعلامية – وسائل التواصل الاجتماعي – مكافحة الإرهاب والتطرف.
مقدمة
لم يأت موضوع التربية الإعلامية من فراغ أو وليد مصادفة برزت على السطح، بل جاء متماشياً مع ضرورات الحياة وملبياً لحاجات الناس في التعليم والإعلام، وأخذ يتفاعل مع أبرز تفاصيل حياة المجتمعات، بالانفتاح والتعامل الفكري ونقل الخبرات والأفكار والتداول المعلوماتي في ما بين الناس، وهذه العملية الإعلامية التي أصبحت أداة بيد أغلبية الناس من خلال تطبيقات الاتصال والرسائل أو الصورة أو الاتصال بالصورة، كل هذا جعل من الإعلام أمراً هاماً لأن يكون ضمن مناهج التدريس لعامة الناس وفي المدارس والجامعات إجمالاً (البدراني، 2016).
بدايـة من الوقـوف علـى خطـورة وسائـل الاعـلام الحديـث التـي لا تختلـف بالمجمـل عـن وسائل الاعلام التقليدية من حيث الخطورة ونشـر المضامين السلبية التي تتخذ عدة اشكال سواء كانت الاخبار الزائفة او العنصـرية او نشـر الافكار المتطرفة التي تدعو للعنف والتطرف وما تشكله من خطورة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في ظل هذا التطور التكنولوجي وعدم القدرة الكلية على فرض الرقابة على المحتويات المنشورة وذلك ما يقودنا الى ضرورة التركيز على مسألة التوعية وتعزيز قيم التربية الاعلامية لنصل الى حالة نموذجية في كيفية التعامل مع المعلومات قبل نشرها والتعامل معها بطريقة تعكس الوعي المطلوب.
ويرى قاسمي انه وبشكل عام فإن مفهوم التربية الإعلامية لا زال غائباً عند الكثيرين، ويحتاج إلى الوقوف عنده وتوضيحه، كما وأن الجدل ما زال قائماً بين التربويين والإعلاميين في الوطن العربي على هذا مفهوم كمصطلح لكنهم متفقون على أهميته في المنهج التربوي، فالتربية الإعلامية ضرورة واحتياج عصـري، إذ تهدف إلى تقديم إطار علمي في أصول التدريس والمنهج الثقافي الذي يسهم في بناء الإنسان في أي مكان، فهي تهتم بتنمية أساليب التفكير الناقد وتدعيم مهارات المتعلم في البحث والتحليل والتقييم لكل ما يعرض عبر وسائل الإعلام (قاسيمي، 2019).
ويعرفهـا غلاب (2018) " شكـل مـن أشكـال التعليـم واكتسـاب المهـارات يهــدف إلـى إكساب الطلبة حساً نقدياً بشأن كل إنتاج إعلامي قد يعترضهم، وكيفية التعامل مع هذا التدفق الهائل من الرسائل الإعلامية يومياً وتمكينهم من الاختيار المميز والملائم"، كما عرفها شير (Share, 2013) بأنها: إكساب المعرفة والفهم والتطبيق الصحيح للمهارات والمواقف التي تسمح للطلاب بالتعامل مع العالم الإعلامي المعقد والمتغير بطريقة واعية هادفة، وكذلك إكساب القدرة على استخدام الإعلام بطريقة نشطة وحيوية بهدف المشاركة الاجتماعية الفعالة، ويعرفها كذلك جرينوي (Greenway, 2015) بأنها: "مجموعة المبادئ الأساسية والمعلومات التي يكتسبها الفرد من الوسائل في مواجهة التقدم والعشوائية الإعلامية، والتعريف بالأسلوب الصحيح للتعامل معها.
من هذا المنطلق أصبح من الضروري ان يكون هناك رعاية رسمية من المؤسسات التربوية والاعلامية بكل المحاور التعليمية التي تساعد الطلاب في المدارس او الجامعات ان يرفعوا من قدرتهم على التفكير النقدي وتميز الغث من السمين خلال تداولهم المعلومات او نشـر الرسائل الاعلامية ومدى تأثيرها عليهم وهذا ما يتم ترجمته عبر مفهوم ” التربية الاعلامية“
ونظرا لأهمية موضوع التربية الاعلامية واثرها في مكافحة الارهاب والتطرف في الوطن العربي بشكل عام والاردن على وجه الخصوص فأن مشكلة الدراسة تتمثل في ”اثر التربية الاعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الارهاب والتطرف من وجهة نظر الصحفيين.
المشكلة
تتمثل في تفشـي ظاهرة خطاب الكراهية بسبب غياب مفاهيم التربية الاعلامية عن مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.
الاسئلة:
-
ما أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نشـر ثقافة التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
-
ما أهم التحديات التي تواجه نشر مفاهيم التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
-
ما مدى استغلال الجهات الإرهابية والمتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
-
ما مدى مساهمة التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف والإرهاب من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
-
ما أهم الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
اهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة الى تحقيق الاتي:
-
التعرف على دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
-
استعراض أهم التحديات التي تواجه نشر مفاهيم التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
-
الوقوف على مدى استغلال الجهات الإرهابية والمتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
-
التعرف على مدى مساهمة التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف والإرهاب من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
-
الوقوف على أهم الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
الاطار النظري والدراسات السابقة:
يرى الباحث انه من الضـرورة أن يتم البدء رسمياً من خلال الجهات الرسمية بتثقيف وتطوير مهارات الصحفيين والعاملين بوسائل الاعلام على تشـرب قيم التربية الاعلامية وتعزيزها لديهم اذ يساعد ذلك على مكافحة التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تهيئة وتمكين الصحفيين بتسخير الفضاء الافتراضي وتوعية متابعينهم بأهمية التعامل مع المعلومة بشكل يضمن نشرها بطريقة لا لبس فيها.
التربية الاعلامية:
عرفت الحمداني التربية الإعلامية بأنها:" التعرف على مصادر المحتوى الإعلامي وأهدافه السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي يرد فيه، ويشمل ذلك التحليل النقدي للمواد الإعلامية وإنتاج هذه المواد وتفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها"(الحمداني، 2015)،
وسائل التواصل الاجتماعي:
تعرف مواقع التواصل الاجتماعي على أنها: مجموعة من التطبيقات الإلكترونية التي يستطيع الفرد من خلالها إنشاء حسابه الخاص لتكوين عائلته الإلكترونية والافتراضية ضمن نسيج اجتماعي متشعب ديموغرافيا، يقوم على فكرة تلاقي الاهتمامات مع ملايين الأشخاص الذين لا تربطهم الجغرافيا ولكن أعادة إنتاجهم الثورة الصناعية الرابعة سيكولوجيا واجتماعيًا، ليصبح المجال العام لمن يريد والتفاعل مع من نريد من خـلال السرعـة الهائلـة فـي نشـر الأفكـار وتبـادل المعلومـات عبـر الحائـط الأكبـر لهـذه المواقـع فـي القريـة الأصغـر، وتتمثـل فـي هذه الدراسـة : (الفيسبـوك – تويتـر – انستغـرام – واتساب- يوتيوب)
الارهاب:
تُعرِّف الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب الموقعة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1999 الإرهاب في مادتها 2-1 ب بأنه “أي عمل يهدف إلى التسبب في موت شخص مدني أو أي شخص آخر أو إصابته بجروح بدنية جسيمة عندما يكون هذا الشخص غير مشترك في أعمال عدائية في حالة نشوب نزاع مسلح وعندما يكون غرض هذا العمل بحكم طبيعته أو في سياقه موجهًا لترويع السكان أو لإرغام حكومة أو منظمة دولية على القيام بأي عمل أو الامتناع عن القيام به”.
الدراسات السابقة:
هناك العديد من الدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة ونغير المباشرة بموضوع الدراسة الحالية، وهي على النحو الآتي:
أجرى الطاهات والدهون (2023) دراسة بعنوان: "إدراك طلبة الإعلام لمفهوم التربية الإعلامية في الأردن" هدفت إلى معرفة مدى إدراك طلبة الإعلام لمفهوم التربية الإعلاميّة، كما سعت إلى معرفة أبرز سمات وتحديات مفهوم التربية الإعلاميّة، بالاعتماد على المنهج الوصفي المسحي. واستخدمت الاستبانة أداةً لجمع البيانات، على عينة متاحة قوامها (240) مفردة من طلبة كلية الإعلام بجامعة حكومية في الأردن. توصّلت الدراسة إلى عدة نتائج كانت أبرزها: أنّ الفئات الأكثر استهدافاً من التربية الإعلاميّة هم "طلبة المدارس في التعليم العام والخاص". أون التدفق الهائل للمعلومات والأخبار بشكل دائم هي من أبرز تحديات نشر التربية الإعلامية. واعتبرت غالبية عينة الدراسة أن التربية الإعلامية هي المنهج الذي يتم من خلال تعليم النّشْء والشباب والمجتمع التعامل مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات هي من أبرز سمات وخصائص التربية الإعلامية.
وأجرت طوس (2022) دراسة بعنوان: "تصور مقترح لتطبيق التربية الإعلامية بالمدارس الإعدادية في إطار رؤية مصـر 2030". بهدف تقديم تصور مقترح لتطبيق التربية الإعلامية بالمدارس الإعدادية في ضوء رؤية مصـر 2030، وتسليط الضوء على رؤية أخصائيي وموجهي الإعلام التربوي لأهمية تطبيق التربية الإعلامية في المدارس الإعدادية، والكشف عن اتجاهاتهم تجاه التصور المقترح ومدى وعيهم بأهمية تطبيق التربية الإعلامية بالمدارس الإعدادية. وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي حيث طبقت دراستها على عينة من أخصائيي وموجهي الإعلام التربوي بمحافظتي القاهرة والجيزة قوامها (150) مفردة، واعتمدت الاستبيان لجمع المعلومات من عينة الدراسـة. توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها: امتلاك أخصائيي وموجهي الإعلام التربوي الوعي بأهمية التربية الإعلامية في المدارس الإعدادية، مما يشير إلى إيجابية اتجاه عينة الدراسة تجاه التربية الإعلامية وأهميتها بالنسبة للطلاب.
أما دراسة العقباوي (2022)، بعنوان: "العلاقة بين الوعي بالتربية الإعلامية الرقمية والسمات الشخصية لدى الطالبات المعلمات بكلية التربية للطفولة المبكرة" فقد هدفت التعرف على العلاقة بين الوعي بالتربية الإعلامية الرقمية والسمات الشخصية لدى الطالبات المعلمات بكلية التربية للطفولة المبكرة في ضوء متغير السمة الشخصية للطالبة، ولتحقيق أهداف البحث تم اختيار عينة مكونة من (242) طالبة ممن يدرسون في كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة المنوفية، وتم اختيارهم بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة البالغ عددهم (435) طالبة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي. توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بين الوعي بالتربية الإعلامية والسمات الشخصية للطالبات، وهذا يشير إلى قلة الوعي بالتربية الإعلامية لدى عينة الدراسة بشكل عام.
أما المشاقبة (2022) فقد أجـرى دراسـة بعنـوان: التربيـة الإعلاميـة وكيفيـة تطبيقـها على مضامين المواقع الإخبارية الأردنية في ظل تنامي الواقع الرقمي" هدفت الدراسة إلى بيان تطبيق التربية الإعلامية على مضامين المواقع الإخبارية الأردنية وبيان توظيف مضامين التربية الإعلامية في المواقع الإخبارية الأردنية في ظل تنامي الإعلام الرقمي وبيان مزايا تطبيق التربية الإعلامية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر الطلبة وبيان مجالات تطبيق التربية الإعلامية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر الطلبة. وتكون مجتمع الدراسة من طلبة الجامعات الأردنية وتم توزيع الأداة على عينة مكونة من (650) من طلبة الدراسات العليا في الجامعات. وبينت الدراسة وجود درجة متوسطة من الموافقة على مجالات تطبيق التربية الإعلامية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر الطلبة بشكل عام، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود درجة متوسطة من الموافقة على مجال تطبيق مجال المواقع الإخبارية بشكل عام، وتبين من خلال نتائج التحليل أن المواقع الإخبارية كأحد مجالات التربية الإعلامية تسهم بشكل ضعيف في زيادة معرفة الطلبة بالأحداث الوطنية.
وأجرى جونز (Jones, 2020) دراسة بعنوان: ""دور التربية الإعلامية في المدارس الحكومية: تحليل شامل"هدفت هذه الدراسة إلى تقديم تحليل شامل لأهمية وأثر التربية الإعلامية في نظام التعليم العام، ودراسة الفوائد والتحديات المرتبطة بها، حيث تم استخدام منهجية بحث استقرائي من خلال مراجعة وتحليل الأدب المتاح حول التربية الإعلامية في المدارس العامة. تم أيضًا إجراء مقابلات مع مدراء ومعلمين في مدارس عامة في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع آرائهم وتجاربهم، وقد شملت العينة 15 مدرسة ابتدائية و15 مدرسة ثانوية من مناطق مختلفة في نيويورك. تم أيضًا توزيع استبانة على 100 مدرسًا و10 مدراء مدارس. أظهرت الدراسة أن التربية الإعلامية تلعب دورًا حاسمًا في تطوير مهارات التفكير النقدي والوعي الإعلامي لدى الطلاب. وفي الوقت نفسه، كشفت عن تحديات تتعلق بتوفير التدريب والموارد اللازمة للمدارس. كما أظهرت الدراسة أن هناك حاجة ملحة لتطوير استراتيجيات تدريس متكاملة تجمع بين المحتوى الأكاديمي والتربية الإعلامية.
وأجرى سميث (Smith, 2019) دراسة بعنوان: "التربية الإعلامية في المدارس العامة: تحليل مقارن لمناهج المناهج" الهدف من هذه الدراسة هو مقارنة الأساليب والمناهج المستخدمة في تعليم التربية الإعلامية في المدارس العامة وتقديم تقييم شامل لأثر هذه البرامج على تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، وقد تمت المقارنة بين مناهج التربية الإعلامية في مجموعة متنوعة من المدارس العامة باستخدام دراسة ميدانية وملاحظات مباشرة على الدروس، حيث تم أيضًا إجراء استبيانات مع عينة من المعلمين والطلاب لفهم آرائهم حول تأثير التربية الإعلامية. شملت العينة 20 مدرسة من مدارس ابتدائية وثانوية في مختلف مناطق الولايات المتحدة. تم استطلاع 200 معلم و 500 طالب. أظهرت الدراسة أن هناك تباينًا كبيرًا في الأساليب المستخدمة في التعليم الإعلامي بين المدارس. واكتشفت أن المدارس التي قدمت تدريسًا منهجيًا ومتكاملاً في مجال التربية الإعلامية شهدت تحسنًا ملحوظًا في مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب مقارنة بالمدارس الأخرى.
منهجية الدراسة
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي القائم على الأسلوب (الكمي) لمناسبته لطبيعة وأهداف الدراسة، وذلك من خلال وصف الظاهرة المتمثلة بالتربية الإعلامية وتحليل إجابات أفراد العينة من الصحفيين ومعرفة اثر التربية الاعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الارهاب والتطرف.
مجتمع وعينة الدراسة
تكون مجتمع الدراسة من جميع الصحفيين العاملين بوسائل الاعلام الرقمية والمسموعة والمرئية والمكتوبة، والمقدرة أعدادهم بـ (1870) صحفياً، تم الاعتماد على عينه عشوائية منهم وبواقع 350 صحفياً، وكانت خصائصهم الديموغرافية كما هي موضحة في الجدول (1).
جدول (1) توزيع عينة الدراسة حسب خصائصهم الديموغرافية
تاريخ التسليم: 12/09/2023
تاريــــخ النشــر: 23/11/2023
مج2، ع2، ص107-114.
يتضح من الجدول السابق أن معظم أفراد العينة من الذكور، حيث بلغ عددهم (195) صحفياً، شكلوا ما نسبته (55.7%)، في حين أن نسبة الإناث من الصحفيات بلغت (44.3%)، ويلاحظ أن معظم الصحفيين عينة الدراسة كانوا ضمن الفئة العمرية (من 35 – اقل من 45 سنة) بواقع (160) صحفياً، مشكلين ما نسبته (45.7%)، وأن ما نسبته (70.0%) من الصحفيين عينة الدراسة كانوا ضمن المستوى التعليمي (بكالوريوس).
وفيما يتعلق بنـوع المؤسسـة التـي يعمـل فيهـا الصحفييـن عينـة الدراسـة، فــإن معظمهم كانوا يعملون في مؤسسات صحفية خاصة، حيث بلغ عددهم (205) صحفيين، مشكلين ما نسبته (58.6%)، كما يلاحظ أن معظمهم كانوا ضمن فئة الخبرة المتوسطة (من 5 – 10 سنوات) وبنسبة (60.0%)، ومعظمهم من المراسلين الصحفيين، حيث شكل المراسلون الصحفيون ضمن العينة ما نسبته (44.6%).
تحليل البيانات
قام الباحث بتجميع إجابات أفراد العينة من الصحفيين على أداة الدراسة المتمثلة باستبيان وزع عليهم، وذلك بهدف الإجابة عن تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها، وجاءت النتائج على النحو الآتي:
مناقشة نتائج السؤال الأول
ما أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نشـر ثقافة التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
يوضح الجدول (2) متوسطات إجابات أفراد العينة على المحور الأول المتعلق بالإجابة عن السؤال الأول.
جدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد العينة على المحور الأول
مـن الجـدول السابـق يتضـح أن معظـم أفـراد العينـة اتفقـوا علـى وسائـل التواصــل الاجتماعي تسهم في نشـر ثقافة التربية الإعلامية من وجهة نظرهم، وهذا ما أشارت إليه متوسطات إجابتهم التي تمركزت حول الموافقة على ما جاء ضمن هذا المحور من فقرات .
ويستنتج من خلال إجابات أفراد العينة من الصحفيين على المحور الأول الذي يقيس أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نشـر ثقافة التربية الإعلامية، أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد بتسليط الضوء على أهمية وقيمة التربية الإعلامية، كما تسهم في بناء وعي الأفراد والاهتمام بمفاهيم التربية الإعلامية، وفي تقييم تحليل محتوى الرسائل الإعلامية، إضافة إلى أنها تشارك الأخبار والمعلومات والتغذية الراجعة المتعلقة بالتربية الإعلامية، مما يجعلها تشكل أداة توعوية للتعـــريف بخطورة الإرهاب ومنابعه.
أي أن النتائج أظهرت أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حيويًا في نشـر ثقافة التربية الإعلامية، فهذه الوسائل تسهم في تسليط الضوء على أهمية وقيمة التربية الإعلامية، وتظهر النتائج أيضًا أنها تشجع على بناء وعي الأفراد وتعزز اهتمامهم بمفاهيم التربية الإعلامية.
ومن خلال تحليل إجابات أفراد العينة تظهر الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تقييم الرسائل الإعلامية، ويتأتى ذلك من خلال توفير منصة واسعة النطاق لنقل الأخبار والمعلومات، مما يجعلها آلية فعّالة لتوجيه انتباه الجمهور نحو مفاهيم التحليل الإعلامي والتفكير النقدي، كما تعزز وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مشاركة المعلومات حول التربية الإعلامية وتقديم تغذية راجعة. هذا يجعلها أداة توعية فعّالة لنشر الفهم بشأن خطورة الإرهاب ومصادره. بشكل عام، تشير هذه النتائج إلى أهمية وفعالية وسائل التواصل الاجتماعي في دعم التربية الإعلامية وتعزيز وعي الجمهور حيالها.
ويفسـر الباحث هذه النتيجة بأن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حيويًا في نقل وتعزيز ثقافة التربية الإعلامية، وذلك من خلال نشـر ثقافة التربية الإعلامية، حيث توفر منصة واسعة النطاق لتبادل المعلومات والأفكار، مما يجعلها وسيلة فعالة لنقل محتوى يرتبط بثقافة التربية الإعلامية، كما يمكن للأفراد مشاركة الموارد التعليمية، وتبادل الخبرات والأفكار حول مفاهيم التربية الإعلامية عبر هذه الوسائل.
وبالإضافة إلى نقل ثقافة التربية الإعلامية، تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه الانتباه إلى قضايا هامة مثل خطورة الإرهاب، حيث يمكن نشـر معلومات وتحليلات توعية حول أسباب وتأثيرات الإرهاب، مما يسهم في تحسين الوعي الجماهيري وتعزيز الفهم الشامل حول هذه القضية، وبهذه الطريقة، تكمل وسائل التواصل الاجتماعي دورها كوسيلة فاعلة لتعزيز الوعي العام بمسائل هامة مثل التربية الإعلامية ومكافحة الإرهاب، مما يعزز المشاركة الاجتماعية في نقاشات هذه القضايا ويسهم في بناء مجتمع مستنير ومستدام.
مناقشة نتائج السؤال الثاني
ما أهم التحديات التي تواجه نشـر مفاهيم التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
يوضح الجدول (3) متوسطات إجابات أفراد العينة على المحور الثاني المتعلق بالإجابة عن السؤال الثاني الخاص بالتحديات التي تواجه نشر مفاهيم التربية الإعلامية من وجهة نظر الصحفيين عينة الدراسة.
جدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد العينة على المحور الثاني
مـن الجـدول السابـق يتضـح أن معظـم أفراد العينـة اتفقـوا على وجـود مجموعـة مـن التحديات التـي تواجـه نشــر مفاهيم التربية الإعلاميـة، وهذا ما أشـارت إليه متوسطـات إجابتهم الحسابية التي تمركزت حول الموافقة على ما جاء من فقرات ضمن المحور الثاني.
وقد أجمع معظم أفراد العينة أن من أهم التحديات التي تواجه نشـر ثقافة التربية الإعلامية: عدم الاهتمام بالموضوعات التي تهدف إلى تحقيق التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك غياب حملات التوعية التعريفية حول التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى غياب متابعة سياسة تنمية الوعي بالتربية الإعلامية من قبل الجهات الرسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويفسـر الباحث هذه النتيجة بأن العديد من الصعوبات والمعيقات التي قد تظهر في نشر ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منها انتشار المعلومات غير الدقيقة، إذ أن وسائل التواصل الاجتماعي تسمح بسهولة نقل المعلومات، وقد يؤدي ذلك إلى انتشار المعلومات غير الدقيقة أو الأخبار المزيفة، هذه المعلومات من الصعوبة بمكان التحقق من مصادرها وصحة محتواها.
ويمكن القول إن طبيعة التفاعل السريع والقصير على وسائل التواصل الاجتماعي قد تقلل من فهم الأفراد للمحتوى بشكل عميق، مما يدفع إلى التركيز على المحتوى السطحي والصور والفيديوهات القصيرة التي يمكن لها من أن تقلل من قدرة الأفراد على فهم وتحليل محتوى إعلامي معقد. بالإضافة إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الإدمان وتشتيت الانتباه، مما يقلل من القدرة على التفاعل مع محتويات التربية الإعلامية بشكل مفيد وإيجابي.
مناقشة نتائج السؤال الثالث
ما مدى استغلال الجهات الإرهابية والمتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
يوضح الجدول (4) متوسطات إجابات أفراد العينة على المحور الثالث المتعلق بالإجابة عن السؤال الثالث الخاص بمدى استغلال الجهات الإرهابية والمتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي.
جدول (4) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد العينة على المحور الثاني
من الجدول السابق يتضح أن معظم أفراد العينة اتفقوا على أن الجهات الإرهابية والمتطرفة تستغل وسائل التواصل الاجتماعي وبطرق مختلفة، من أهمها: التحريض الإلكتروني الصريح للخروج على النظام الحاكم والحث على المظاهرات والاعتصامات، وتمكين عناصر الجماعات الإرهابية المتباعدة جغرافيا من التواصل فيما بينهم دون اعتبار للحدود التقليدية ما يحقق فعالية في التخطيط، التفاعل والتنسيق، بالإضافة إلى بث محتويات تحمل استمالات عاطفية تخدم أهداف الجماعات الإرهابية في التجنيد الافتراضي.
ويرى الباحث أن استغلال الجماعات الإرهابية والمتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي يعد تحديًا كبيرًا في العصـر الرقمي، حيث توفر وسائل التواصل لهذه الجهات منصة فعّالة للتواصل، التجنيد، ونشـر الأيديولوجيات المتطرفة، ويمتد الاستغلال يمتد عبر عدة مجالات، من أهمها:
- تجنيد وانتشار الأيديولوجيات: توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لتجنيد الأفراد ونشـر الأفكار المتطرفة، حيث يمكن للجماعات الإرهابية استخدام هذه الوسائل للتأثير على الفرد وإقناعه بفكرة معينة.
- التواصل الداخلي والتنظيم: تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتيسير التواصل بين أفراد هذه الجماعات، سواء كان ذلك للتخطيط للأنشطة أو لتعزيز الوحدة الداخلية.
- توجيه الرسائل الإرهابية: يستخدم المتطرفون وسائل التواصل لنشـر رسائلهم وتبرير أعمالهم الإرهابية، سواء كان ذلك من خلال مشاركة تسجيلات فيديو، أو نشر بيانات، أو إصدار تحذيرات.
- استغلال الأخبار الزائفة: يستفيد المتطرفون من انتشار الأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل لنشـر معلومات مضللة أو لترويج لأجندتهم.
- ترويج التطرف والعنف: يمكن أن تستخدم وسائل التواصل لتشجيع العنف والتطرف، سواء من خلال نشر محتوى عنفي أو تحريض الجماهير على ارتكاب أعمال عدائية.
- استهداف الشباب: يركز المتطرفون على استهداف الشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال استخدام أساليب تواصل تناسب هذه الفئة العمرية.
مناقشة نتائج السؤال الرابع
ما مدى مساهمة التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف والإرهاب من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
يوضح الجدول (5) متوسطات إجابات أفراد العينة على المحور الرابع المتعلق بالإجابة عن السؤال الرابع الخاص بمدى مساهمة التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف والإرهاب وجهة نظر الصحفيين عينة الدراسة.
جدول (5) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد العينة على المحور الرابع
من الجدول السابق يتضح أن معظم أفراد العينة اتفقوا على أن التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في مكافحة التطرف والإرهاب، وهذا ما أشارت إليه متوسطات إجاباتهم الحسابية التي تمركزت حول الموافقة على ما جاء من فقرات ضمن المحور الرابع.
ويلاحظ من خلال الجدول السابق أن معظم أفراد العينة من الصحفيين يرون أن التربية الإعلامية في تسهم تنمية الوعي الإعلامي لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها الايجابي في التعبير عن ذواتهم، كما تساعد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على صقل مهارات التفكير النقدي التأملي، بالإضافة إلى أنها تسهم في تكريس الوعي الإعلامي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ويرى الباحث أن التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل تسهم في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال مجموعة من العوامل، يأتي في مقدمتها تعزيز التفكير النقدي، حيث تشجع التربية الإعلامية على تطوير مهارات التفكير النقدي والتقييم الذاتي للمعلومات، الأمر الذي يساعد الأفراد في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وبالتالي يقلل من استقبال المحتوى المتطرف، وكذلك تحفيز الوعي بمصادر المعلومات، حيث تعزز التربية الإعلامية فهم الأفراد لأهمية التحقق من مصادر المعلومات والتأكد من صحتها قبل نشرها أو اعتمادها. هذا يساعد في تقليل انتشار الأخبار الزائفة والمضللة.
وبالإضافة لما سبق يمكن للتربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعزيز التواصل الثقافي، وذلك من خلال التشجيع على فهم الثقافات المختلفة وتعزيز التواصل بين الأفراد من خلفيات متنوعة، ما يحد من التشدد الثقافي ويساهم في بناء جسور التفاهم، وكذلك تعزيز قيم الحوار، حيث تشجع التربية الإعلامية على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للحوار وتبادل الآراء بشكل بناء، الأمر الذي من شأنه تعزيز التواصل الإيجابي والتقليل من فرص تأثير المواقع الراديكالية.
كما تعمل التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيز وعي الأفراد حول ضرورة تجنب ونقاش المحتوى العنيف أو المتطرف، ويتمثل ذلك في توجيه اهتمامهم نحو محتوى يسهم في تطوير المعرفة والفهم، وتطوير المهارات الرقمية الضرورية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن وفعّال، بما في ذلك حماية الخصوصية والتعامل مع محتوى محتمل للتطرف.
مناقشة نتائج السؤال الخامس
ما أهم الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين؟
يوضح الجدول (6) متوسطات إجابات أفراد العينة على المحور الخامس المتعلق بالإجابة عن السؤال الخامس الخاص أهم الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين.
جدول (6) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد العينة على المحور الخامس
من الجــدول السابــق يتضح أن معظم أفراد العينة اتفقوا على وجود مجموعة من الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يؤكده متوسطات إجاباتهم الحسابية على ما جاء ضمن فقرات المحور الخامس.
وقد اتفق معظم أفراد العينة من الصحفيين على أن من أهم الحلول التي تسهم في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أهمها: القيام بحملات إعلامية مكثفة لتوعية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها بكيفية التصدي لظاهرة الإرهاب، تحديد مدخلات إعلامية مناسبة لمكافحة الإرهاب كنشر مواد إعلامية تفاعلية لتثقيف المواطن بخطورة الإرهاب بأشكاله ومخلفاته على الأفراد والأوطان، بالإضافة إلى تجنب الانخراط في جماعات الدردشة ذات النقاشات المتطرفة والتحريضية نظراً لوجود معسكرات سرية في غرف الدردشة الافتراضية، والابتعاد عن التفاعل مع المستخدمين الافتراضيين ذوي المحتويات التي تحمل خطابات تكفيرية الداعية للانحراف الفكري.
وتأسيساً على ما سبق يرى الباحث أن من أهم الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية هو تطوير برامج تربية إعلامية، وذلك من خلال إدراج مواد تربية إعلامية في مناهج التعليم الرسمية، تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وتحليل المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى تشجيع الحوار الثقافي من خلال تنظيم فعاليات ونقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعزز التفاهم الثقافي وتشجع على التواصل البناء بين مختلف المجتمعات.
النتائج
بناء على مناقشة أسئلة الدراسة، وسعياً لتحقيق أهدافها، تم التوصل إلى النتائج التالية:
-
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في نشـر ثقافة التربية الإعلامية، فهذه الوسائل تسهم في تسليط الضوء على أهمية وقيمة التربية الإعلامية، وتساعد بتسليط الضوء على أهمية وقيمة التربية الإعلامية.
-
من أهم التحديات والمعيقات التي تواجه نشـر مفاهيم التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: عدم الاهتمام بالموضوعات التي تهدف إلى تحقيق التربية الإعلامية، وغياب حملات التوعية التعريفية حول التربية الإعلامية.
-
تستغل الجهات الإرهابية والمتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي في بث محتويات تحمل استمالات عاطفية تخدم أهداف الجماعات الإرهابية في التجنيد الافتراضي، والتحريض الإلكتروني الصـريح للخروج على النظام الحاكم والحث على المظاهرات والاعتصامات.
-
تسهم التربية الإعلامية عبر مواقع التواصل في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال مجموعة من العوامل، يأتي في مقدمتها تطوير مهارات التفكير النقدي والتقييم الذاتي للمعلومات، الأمر الذي يساعد الأفراد في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وبالتالي يقلل من استقبال المحتوى المتطرف.
-
من أهم الحول التي تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التربية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحديد مدخلات إعلامية مناسبة لمكافحة الإرهاب لتثقيف المواطن بخطورة الإرهاب بأشكاله ومخلفاته على الأفراد والأوطان، والقيام بحملات إعلامية مكثفة لتوعية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها بكيفية التصدي لظاهرة الإرهاب.
التوصيات
-
تعزيز الوعي بأهمية التربية الإعلامية من خلال إطلاق حملات توعية وتثقيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أهمية التربية الإعلامية ودورها في مكافحة التطرف، مع التركيز على الفوائد الفردية والاجتماعية لتطوير مهارات التفكير النقدي.
-
تعزيز الاهتمام بالمواضيع التربوية، من خلال تشجيع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية على تطوير محتوى إعلامي متنوع وجذاب يستهدف شرائح واسعة من الجمهور، مع التركيز على المواضيع التربوية الهامة.
-
تعزيز الحملات التوعية حول التربية الإعلامية.
-
مكافحة التطرف عبر الإعلام الاجتماعي، من خلال تشجيع الشركات والمنظمات الرقابية على اتخاذ إجراءات فعّالة لمنع نشـر المحتوى المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وضمان أمان المستخدمين من التأثيرات الضارة.
-
توفير دورات تدريبية وورش عمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الأمان الرقمي والتصدي لمحتوى التطرف والإرهاب عبر توفير أدوات ومهارات تحليل الوسائط الرقمية.
-
تشجيع الأفراد على المشاركة الفعّالة والإيجابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل نشر محتوى تثقيفي وتشجيع الحوار البنّاء.
المراجع
-
البدراني، فاضل محمد (2016). التربية الإعلامية والرقمية وتحقيق المجتمع المعرفي، مجلة المستقبل العربي، (39) 452، ص134-149.
-
الحمداني، بشرى (2015). التربية الإعلامية ومحو الأمية الرقمية، عمان، الأردن: دار وائل للنشر والتوزيع.
-
الطاهات، خلف، والدهون، دينا (2023). إدراك طلبة الإعلام لمفهوم التربية الإعلامية في الأردن، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، 38(3)، 163-186.
-
طوس، سارة فايز (2022). تصور مقترح لتطبيق التربية الإعلامية بالمدارس الإعدادية في إطار رؤية مصر 2030، المجلة العلمية لبحوث الصحافة، (24)، 463-513.
-
العقباوي، بسنت (2022). العلاقة بين الوعي بالتربية الإعلامية الرقمية والسمات الشخصية لدى الطالبات المعلمات بكلية التربية للطفولة المبكرة، مجلة كلية التربية، جامعة المنوفية، 1(4)، 331-392.
-
غلاب، مجيب( 2018). علاقة التربية الإعلامية بالمصطلحات المتداخلة معها في الحقلين التربوي والإعلامي ضبط الإطار المفاهيمي، المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية، (3)، 122-140.
-
قاسيمي، أمال (2019). التربية الإعلامية في ظل حتمية الرقمنة: الفرص والتحديات، مجلة الميادين للدراسات في العلوم الإنسانية، (3)، 297- 313.
-
المشاقبة، يوسف عوض أحمد. (2022). التربية الإعلامية وكيفية تطبيقها على مضامين المواقع الإخبارية الأردنية في ظل تنامي الإعلام الرقمي. المجلة المصرية لبحوث الإعلام، (80)،2089 – 2108.
-
Jones, A. B. (2020). The Role of Media Education in Public Schools: A Comprehensive Analysis. New York University.
-
Smith, J. C. (2019). Media Literacy Education in Public Schools: A Comparative Analysis of Curriculum Approaches. Harvard University.