top of page
معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
خالد ناصر القحطاني
جامعة الملك فيصل
كلية الإعلام

الملخص

هدفت هذه الدراسة التعرف إلى معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية من خلال رصد مدى الاهتمام والتركيز على مختلف المضامين الفرعية المنبثقة عن موضوعاتها الرئيسية والمتعلقة بكل من موضوعات: "المياه، والزراعة، والبيئة، والإدارة، والتقنية، والصحة، والنقل، والتصنيع، والطاقة".

وقد استخدم الباحث في سبيل الحصول على النتائج المنهج الوصفي التحليلي من خلال مسح عينة الدراسة والمتمثلة بكل من التلفيزون السعودي والقناة الإخبارية وقناة SBC ، ضمن محدد زماني يقع ما بين 1 ناير 2021، وحتى 31 ديسمبر 2021، بواقع (12) شهراً. وكانت أداة الدراسة هي كشاف تحليل المضمون، حيث أظهرت النتائج مدى اهتمام وتركيز عينة الدراسة على مختلف الموضوعات الرئيسية التي تعالج قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، فقد جاءت مجموع هذه الموضوعات (3409) موضوعاً؛ ما يعني أنّ التركيز عليها كان ضمن الاستراتيجات الوطنية المعمول بها في مختلف قطاعات الدولة السعودية؛ وأنّ هناك اهتمام بالغ الأثر حول مضمون "التحول الوطني وتحسين نمط الحياة ورفاه المواطنين" حيث بلغت نسبته (42.7%) وهي نسبة مريحة تعطي انطباعاً لنجاح الإدارة في سبيل تحقيق هذا الهدف وإيجاد كل ما من شأنه توظيف الموارد الطبيعية بشكل سليم؛ في المقابل هناك قصور في الاهتمام بمضمون "تطوير النماذج التسويقية لحفز المستهلكين نحو التأمين الغذائي والاستدامة البيئية" حيث بلغت نسبة الاهتمام (5.1%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون، ضمن الموضوع الرئيس الذي يعالج الإدارة؛ بالإضافة إلى ضعف الاهتمام بالجوانب التخطيطية والاستراتيجية ضمن مضمون "وضع وتطوير السياسات الصحية والغذائية وخريطة الأمراض" فقد جاء بنسسبة متدنية بلغت (6.5%).

وتوصي الدراسة بـ ضرورة التركيز على موضوع النقل وإيلائه أهميته المناسبة كونه من أحد الموضوعات الرئيسية التي تعزز من قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، حيث ينظر له العالم المتقدم والصناعي بنوع من الاهتمام والاحتضان. وضرورة أن تدعم القطاعات المختلفة وعلى رأسها القطاعات الإدارية الفكر المتعلق بـ "تطوير النماذج التسويقية لحفز المستهلكين نحو التأمين الغذائي والاستدامة البيئية"، بما يحقق الآثار الإيجابية في تأمين الغذاء الاستدامة البيئية في المجتمع السعودي؛ وأهمية وضرورة التركيز على قطاع النقل في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامــة البيئية بشكــل جــاد وكفؤ ضمــن المحــددات الداعمــة لرؤيــة المملكة 2030.

كلمات مفتاحية: الأمن الغذائي، الاستدامة البيئية، التلفزيون السعودي، جامعة الملك فيصل.

Pdf
تاريخ التسليم: 21/5/2023

تاريــــخ النشــر: 26/08/2023

مج2، ع1، ص67-81.
(ISSN-L): 2958-0749

المقدمة:
    في التسلسل الهرمي للحاجات وفقا لهرم ماسلو ، يعتبر الطعام هو أعلى الهرم، لأنه ضروري للحياة الصحية. وبالتالي، فإن تحقيق الأمن الغذائي أمر حيوي في أي بلد. يحدث الأمن الغذائي عندما يتاح لجميع الأفراد إمكانية الحصول ماديًا واجتماعيًا واقتصاديًا على أغذية كافية ومتوازنة ومغذية لتلبية احتياجات الناس وتفضيلاتهم الغذائية من أجل حياة منتجة وصحية. 
    ولعل من بين أبرز التحديات التي يواجهها العصـر الحالي هو تحقيق الاستدامة البيئية والعمل على تعزيز الأمن الغذائي؛ ومما لا شكّ فيه أنّ جائحة كوفيد-19 التي عصفت بجميع مناطق ودول العالم كان لها تداعيات اقتصادية وسياسية ناهيك عن تداعياتها الاجتماعية والبيئية، والتي أثرت بشكل كبير على حياة الشعوب وسبل معيشتهم وأمنهم الغذائي.
    ويعد الأمن الغذائي صمام الأمان لمنظومة الأمن الوطني الشامل، وأحد أهم أهداف التنمية المستدامة، ولا يتحقق هذا الأمن دون اعتماد استراتيجيات وطنية تكون فيها الدولة قادرة على توفير المنتج الغذائي وتسهيل الحصول عليه واستخدامه، ولذا فقد أولت المملكة العربية السعودية بأن تكون قضايا الأمن الغذائي والتنمية المستدامة أحد الركائز الأساسية لعدد من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 (الوثيقة الرئيسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030).
   إنّ الركائز والأسس التي تنطلق منها رؤية المملكة 2030، يُتطلب في سبيل تنفيذها تظافر جهود كافة مؤسسات الدولة، وعلى مختلف مستوياتها الأفقية والعامودية، ومن بين هذه المؤسسات، المؤسسات التعليمية وعلى رأسها الجامعات الوطنية كجامعة الملك فيصل، التي أخذت على عاتقها المساهة في مواجهة تحديات بالغة الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية فوضعت بصمتها وهويتها في هذا الصدد لتتمثل مسيرة التحول والتطوير التي جاءت بها رؤية 2030 بأن تكون جامعة ووطن نماء واستدامة (جامعة الملك فيصل، 2021: 8-14).
   تتمتع السعودية بصناعة إعلامية نشطة تتراوح بين الصحف والمجلات ومرورا بالكتب ووصولا إلى الراديو والإنترنت ومحطات التلفزيون. وتوجد وسائط مختلفة في السعودية ، مثـل الوسائـط الإلكترونيـة والوسائط المطبوعـة والوسائط الرقميـة ، مع وجـود محطات مختلفة ضمن القائمة. بشكل عام ، توفر وسائل الإعلام قنوات فعالة لتوصيل الرسائل الزراعية التي تؤكد على معلومات الأمن الغذائي، وزيادة المعرفة وتأثير الجمهور. ويعتمد غالبية السعوديين على وسائل الإعلام للحصول على المعلومات ويثقون بها أكثر من أي مصدر آخر للمعلومات. قد تشكل التغطية الإعلامية لقضايا الأمن الغذائي إطارًا لتسليط الضوء على الأدلة العلمية والتأثيرات الاجتماعية والسياسية والتهديدات البيئية والمخاوف المتعلقة بها .
   وفي هذا الصدد، فإنّ موضوع مساهمة الإعلام ووسائله في تعزيز أهمية الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، يقوم على علاقة متبادلة ووثيقة؛ تصب في النهاية نحو ضمان خدمة الصالح العام، على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية (عكه، 2018: 105).
مشكلة الدراسة:
عالمياً تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنّ مشكلات الأمن الغذائي باتت تأخذ منحنيات خطيرة بفعل العديد من الدوافع  الأساسية كالتباطؤ والانكماش الاقتصادي، والنزاعات وتقلبات المناخ، بالإضافة إلى تعاظم هذه الدوافع مع تفشـي جائحة كوفيد-19 (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، 2021).
    وأما في المملكة العربية السعودية فتولي الحكومة أهمية قصوى لتحقيق الأمن الغذائي، لاسيما في سياق ما تواجهه من تحديات مختلفة في هذا المجال، حيث تشتمل هذه التحديات في عدم وضوح نظام الحوكمة للأمن الغذائي، ومخاطر التلوث خلال نقل الغذاء، والمعدلات المرتفعة للفقد والهدر الغذائي، ومخاطر التغير المناخي الذي يتسبب في الكثير من الكوارث الطبيعية مثل السيول والعواصف، بالإضافة إلى عدم وجود قاعدة بيانات موحدة تشمل المواد الغذائية المتوفرة وكمياتها، وتحديات الاستثمار الزراعي في الخارج، والحاجة إلى الكوادر الوطنية ذات المهارات والكفاءات في مجالات الأمن الغذائي والاستدامة البيئية (وزارة البيئة والمياه والزراعة، 2018: 10).
   وفي المملكة العربية السعودية يعمل الإعلام على دعم خطط التنمية المستدامة،  لكن لا نعلم إلى أي مدى تتم معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية بالشكل الذي يسهم في تحقيق تطلعات الدولة، وهي المنطلقات التي تنطلق منها هوية جامعة الملك فيصل وتؤكد عليها بالتوازي مع مرتكزات رؤية المملكة 2030. وعليه يتمثل تساؤل البحث الرئيس بمايلي:
كيف عالج التلفزيون السعودي قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في برامجه ونشراته الإخبارية؟
تساؤلات الدراسة:
   يسعى البحث للإجابة عن جملة من التساؤلات الفرعية المنبثقة عن تساؤله الرئيس، والمتمثل في الكيفية التي عالج بها التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في برامجه ونشـراته الإخبارية؛ ونظراً لطبيعة البحث فقد تمّ تقسيم التساؤلات وفق التالي:

  1. ما مدى اهتمام وتركيز التلفزيون السعودي على قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  2. ما الموضوعات الرئيسية التي عالجعا التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  3. ما المضامين التي تناولها التلفزيون السعودي في تغطياته الإعلامية لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  4. ما الأنماط الصحفية التي استخدمها التلفزيون السعودي في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  5. ما قيم التغطية الإعلامية التي اعتمدتها التلفزيون السعودي في طرح قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  6. ما الاستمالات التي استند عليها التلفزيون السعودي في تناوله لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  7. ما القوى الفاعلة التي تناولها التلفزيون السعودي عند طرح قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

  8. ما الأطر الإعلامية التي يستخدمها التلفزيون السعودي في تناوله لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية؟

أهمية الدراسة
تنبع أهمية البحث من أهمية الموضوع الذي يطرحه، وهو: معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وتتحدد أهمية البحث في جانبين:

  •  لأهمية العلمية:

  1. إثراء جانب مهم من مجالات الدراسات والأبحاث المتعلقة بالإعلام الوطني السعودي وأهميته ودوره كإعلام تنموي.

  2. تكوين إطار نظري يهتم بجميع المفردات التي تخص متغيرات البحث، "الأمن الغذائي، والاستدامة البيئية" مما سيوفر مرجعاً علمياً عنها.

  3. إثراء المكتبات العربية بشكل عام والمكتبات السعودية بشكل خاص وتكون داعم ومنطلق لأبحاث أخرى في ذات الموضوع الذي قلما تم التطرق له حسب حدود علم الباحث.

  • الأهمية التطبيقية:

  1. توجيه انتباه المسؤولين بوازرة البيئة والمياه والزراعة السعودية لتمتين العلاقة ما بين الإعلام والوزارة للوصول إلى أفضل الإنجازات التي تخدم خطط واستراتيجيات الاستدامة البيئية والأمن الغذائي.

  2. قد تساعد نتائج هذا البحث القائمين على الإعلام السعودي، على تلافي نقاط الضعف في التغطيات الإعلامية حول قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، مما يساعد على تعزيز نقاط القوة فيها، بحيث تعطي مؤشرات عملية وتطبيقية دقيقة.

  3. يمكن الخروج بتوصيات عملية تتبناها وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، ويتبناها التلفزيون السعودي لتعميق أهمية قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وبما يخدم توجهات الدولة نحو رؤيتها 2030.

أهداف الدراسة
يسعى هذا البحث لتحقيق الأهداف التالية، من خلال التعرف على:

  1. رصـد مـدى اهتمـام وتركيـز التلفزيون السعـودي علـى قضايا الأمـن الغذائــي والاستدامة البيئية.

  2. تحديد الموضوعات الرئيسية التي عالجعا التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  3. كشف المضامين التي تناولها التلفزيون السعودي في تغطياته الإعلامية لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  4. معرفة الأنماط الصحفية التي استخدمها التلفزيون السعودي في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  5. إبراز قيم التغطية الإعلامية التي اعتمدتها التلفزيون السعودي في طرح قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  6. التعرف على فئة الاستمالات التي استند عليها التلفزيون السعودي في تناوله لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  7. بيان القوى الفاعلة التي تناولها التلفزيون السعودي عند طرح قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  8. تحليل الأطر الإعلامية التي يستخدمها التلفزيون السعودي في تناوله لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

الدراسات السابقة:
    قام الباحث بالبحث في مصادر المعلومات المكتبية والإلكترونية عن الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة الحالية، وهو: "معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية". وذلك ليتم الاستناد عليها والاستفادة منها من حيث الأهداف والأدوات والمنهج، بالإضافة إلى معرفة أبرز نتائجها والتعليق عليها من حيث أوجه الاختلاف والتشابه وأوجه التميز؛ وقد تتبع الباحث في استعراض الدراسات السابقة التسلسل الزمني من الأحدث إلى الأقدم، وذلك على النحو التالي:
دراسة العاسمي (2020) بعنوان: دور التلفزيون السوري في معالجة القضايا البيئية: دراسة تطبيقية على برنامج البيئة والإنسان.
   هدفـت هـذه الدراسة إلى التعرف على دور التلفزيون السوري في معالجة القضايا البيئية وكيفية طرحها، وتحليل مضمون الرسالة الإعلامية في التلفزيون السوري في مجال البيئة والدعوة إلى تدعيم البرامج التلفزيوني التي تعالج قضايا البيئة وزيادة الاهتمام بالمشكلة البيئية بمزيد من الشفافية والوضح بما ينعكس إيجابياً على زيادة الوعي المجتمعي بها. وقد استخدم الباحث منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي، لتحليل مضمون الرسالة الإعلامية، حيث تمّ تطبيقها على (12) حلقة متتالية من برنامج البيئة والإنسان، حيث أظهرت نتائج الدراسة أنّ المدة الزمنية لبرنامج البيئة والإنسان غير كافية وموعد بثه غير مناسب، وغياب واضح للمتحدثين في البرنامج ممن هم من أصحاب القرار، وتدني اهتمام البرنامج بقضايا تلوث الهواء والمياه والمبيدات الزراعية وقطع الأشجار والرعي الجائر والأكياس البلاستيكية.
دراسة القحطاني (2019) بعنوان: اتجاهات الإعلام المناطقي السعودي نحو خطط التنمية المستدامة في ضوء رؤية 2030.
    سعت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات الإعلام المناطقي السعودي نحو خطط التنمية المستدامة وفق رؤية 2030. وقد تمّ استخدام المنهج المسحي، بالاعتماد على أسلوب تحليل المضمون، وكانت عينة البحث مكونة من (8) مواقع إلكترونية، هي: أخبار24، المواطن، عاجل، المناطق، الوئام، سبق، تواصل، صدى. وأظهرت نتائج الدراسة، أنّ اتجاهات الإعلام المناطقي السعودي في تغطياته الإخبارية متقاربة. مما يؤكد على النشاط الكبير والاهتمام البالغ في تغطية الأخبار والمواد المتعلقة بخطط التنمية المستدامة وفق رؤية 2030. كما وأظهرت النتائج أنّ الإعلام المناطقي في تغطيته الإخبارية يتّجه بشكل أكبر نحو التركيز على قضية دعم الإسكان والتمويل العقاري. بينما كان هناك ضعف في تغطية الأبعاد البيئية ثمّ الأبعاد التعليمية على الرّغم من أنّ هذين البعدين يعتبران من الأبعاد المهمة في خطط وأهداف التنمية المستدامة وفق رؤية 2030. وقد أوصت الدراسة بضرورة اهتمام الإعلام المناطقي بتعزيز الأبعاد التعليمية والبيئية في تغطياتها واتجاهاتها نحو خطط التنمية المستدامة وفق رؤية 2030.
دراسة لولو (2019) بعنوان: المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة في التلفزيون الجزائري: دراسة تحليلية لحصة البيئة والمجتمع.
     هدفـت هـذه الدراسـة إلـى التعرف علـى كيفية معاجلة التلفزيون الجزائري لقضايا البيئة مـن خلال تحليـل مضمون الحصة التلفزيونية الأسبوعيـة المتخصصـة "البيئة والمجتمـع"، وأجريـت علـى عينة من أعداد شبكة برامجية سنويـة قـدرت بـ (19) عدداً بالاعتماد على منهج المسح وعلى المقاربة الوظيفية، وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها أنّ مشكلة التلوث بأنواعه تتصدر قائمة المشكلات البيئية المعالجة، وغلب على طريقة التناول الطابع الرسمي الأحادي والتعريف بجهود الدولة دون إشراك الجمعيات البيئية والمواطن، وقلة التحليل وطغيان الطابع الإخباري مع محاولة ترسيخ قيم حفظ الطبيعة وبناء الوعي البيئي.
دراسة القطان (2018) بعنوان: معالجة البرامج الحوارية بالتلفزيون المصري لاستراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030: دراسة مقارنة بين القناتين الثانية والعاصمة الأولى.
   هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على طبيعة التناول الإعلامي لمحاور وموضوعات استراتيجية مصـر للتنمية المستدامة 2030 في البرامج الحوارية المقدمة عبر القناتين الثانية والعاصمة الأولى، واعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامي بالعينة، حيث تم تحليل مضمون البرنامج الأول خلال فترة بثه بما يعادل 21 حلقة ومضمون البرنامج الثاني خلال دورتين تلفزيونيتين بما يعادل 26 حلقة؛ وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ البرامج الحوارية اعتمدت على استخدام الأساليب العقلية أكثر من الأساليب العاطفية في إقناع المشاهدين بالآراء ووجهات النظر المطروحة حيث جاء أسلوب الاستشهاد بالواقع في التريب الأول تلاه أسلوب تقديم الأدلة والبراهين، كما أظهرت النتائج أنّ قالب الندوات والمناقشات هو القالب الأكثر استخداماً بشكل ملحوظ، تلاه قالب المقابلة.
دراسة باركماير وجيفري وفيج Barkemeyer and GiVry and Figge (2017) بعنوان: اتجاهات وأنماط التغطية الإعلامية للتحديات المتعلقة بالاستدامة والتنمية في دول: استراليا، كندا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة.
    هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات وأنماط التغطية الإعلامية للتحديات المتعلقة بالاستدامة والتنمية في دول: استراليا، كندا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة. وخلصت الدراسة إلى أنّ التغطية الإعلامية المتعلقة بتغير المناخ والفقر والإيدز يمكن أن توصف أساساً بأنّها معلوماتية، واهتمت التغطية الإعلامية بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنوع البيولوجي، مع وجود اختلافات واضحة في الاتجاهات والأنماط العامة على مستوى البلدان عينة الدراسة.
دراسة اسماعيل شيخ Ismail Sheikh (2016) بعنوان: الصحافة التنموية ومساهمتها المحتملة في بناء الدولة: حالة الصومال.
    هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على صلة الصحافة التنموية بالمشكلات السياسية في الصومال، وإلى تقديم العديد من الأسباب المنطقية لتبني تطوير الصحافة وكيف يمكن أن تساهم في جهود بناء الدولة. وكان إطار الدراسة يقع ضمن البحوث الكيفية من خلال فحص العديد من العوامل المتعلقة بتحقيق جوانب التنمية المختلفة بما في ذلك الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبنى التحتية والمجتمعية والبيئة الفكرية. وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ السياسة الفعالة والشاملة يمكن أن تساعد الدولة على تسـريع معدل نجاح التنمية. وأنّ لوسائل الإعلام دور هام وأساسي وهي بمثابة حلقة وصل بين الدولة والشعب لنشـر الفكر التنموي، في مقابل ذلك أظهرت النتائج بأنّ هناك حاجة ماسة إلى سياسات اتصال منهجية وشاملة في الصومال مقارنة بالبلدان المتقدمة.
التعليق على الدراسات السابقة:
من خلال مراجعة الباحث للدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية تبين للباحث، مايلي:

  1. يلتقي هذا البحث مع عدد من الدراسات بتركيزه على أهمية البيئة والتنمية والاستدامة كدراسة باركماير وجيفري وفيج Barkemeyer and GiVry and Figge (2017).

  2. يتشابه البحث الحالي ويتقاطع مع عدد من الدراسات السابقة في استخدامه لمنهج تحليل المضمون كدراسة القحطاني (2019) ودراسة لولو (2019)؛ بينما يختلف من حيث المنهج مع دراسة اسماعيل شيخ Ismail Sheikh (2016).

  3. وجد الباحث نقصاً واضحاً فيما يخص موضوع دراسته الحالية، إذ إنّ معظم الدراسات أو أغلبها تتناول موضوعات عامة وغير مخصصة مثلما يطرحه البحث الحالي من قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية وذلك حسب حدود علم الباحث.

  4. يتميز هذا البحث عن الدراسات السابقة في تناوله لموضوع جدير بالبحث والدراسة في الحقل التنموي والأمن الغذائي والاستدامة البيئية وتقاطع مثل هذه القضايا مع أهمية الإعلام ودوره في التعريف بها، كما أن أهم ما يميز هذا البحث عن غيره من الدراسات السابقة هو العينة التي اختارها الباحث والمتعلقة بالقنوات التلفزيونية السعودية، كما ويتميز بظروف إجرائه المكاني والزماني.

  5. يفتح هذا البحث المجال العام للباحثين لاستكماله وتطبيقه على متغيرات أخرى قد تخدم الأطر النظرية والجوانب التطبيقية لدراسات أخرى.

نظرية الدراسة:
   يستند البحث الحالي على نظرية الأطر الإعلامية لإنتمان Entman (1993)؛ حيث سيتم الاستفادة من هذه النظرية من خلال توظيف فروضها ومكوّناتها في أسئلة البحث وأهدافه، وخاصّة فيما يتعلّق بـ : مصادر التغطية، وقيم التغطية، والقوى الفاعلة، والأطر الإعلامية.
   وتقوم هذه النظرية على فرض رئيس مفاده أنّ الكيفية التي يتم من خلالها طرح القضايا في وسائل الإعلام من خلال أطر إعلامية ستؤثر في الكيفية التي سيدرك بها الجمهور تلك القضايا. فالإطار هو انتقاء للمعلومات حول القضية وتنظيمها للتأكيد على الفكرة المحورية الرئيسية في المضمون الإعلامي، ويؤكد المعنى المرغوب توصيله في طرح القضية، واستثناء المعلومات التي تتعارض مع هذا السياق أو تهميشها واستبعادها (Dangelo, 2017: 3).
    وقد أشار إنتمان Entman (1993: 51) إلى الإطار على أنه "تصور مفاهيمي متناثر"؛ في حين ذهب بروسيوس وإبس Brosius & Eps (1995) إلى أبعد من ذلك، حيث افترضا أن الإطار يمكن تطبيقه وترجمته على شكل استعارات محددة لتوصيل الرسائل إلى الجمهور بشكل يسهل فهمه وفقاً للتأطير والسياق المراد وضعه فيه؛ وقد حدد إنتمان Entman (1993: 52) أربع وظائف للإطار الإعلامي، وهذه الوظائف هي:

  • التركيز على المشكلة أو القضية وتحديدها.

  •  تحليل أسباب المشكلة والعمل على تشخيصها.

  • وضع أو بناء الأحكام عن القضية المثارة.

  • وضع المقترحات وسبل العلاج حول القضية المثارة.

    فالإطار هو انتقاء للمعلومات حول القضية وتنظيمها للتأكيد على الفكرة المحورية الرئيسية في المضمون الإعلامي، بما يقدّم القضية في سياق محدد من خلال الاختيار من بين المعلومات التي تتناول القضية بكل ما يخدم هذا السياق، ويؤكد المعنى المرغوب توصيله في طرح القضية، واستثناء المعلومات التي تتعارض مع هذا السياق أو تهميشها واستبعادها (Iyengar & Kinder, 1987).
     وبذلك يرى الباحث: بأنّ نظرية الأطر الإعلامية تستند، على مبدأ أساسي هو أنّ وسائل الإعلام تركّز انتباه المتلقين على أحداث معينة ثمّ تضعها في مجال ذي مغزى أو معنى، فالكيفية التي يتم فيها تقديم الأخبار أو بعض جوانبها والتركيز عليها للجمهور يسمى الإطار، وهذا بدوره يؤثر على الاختيارات التي يتّخذها الجمهور حول كيفية معالجة هذه المعلومات في أذهانهم.
الاطار النظري
     قدّمت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (1987م) مفهوم التنمية المستدامة على أنّه تلك التنمية المتعددة الأبعاد التي تعزز الازدهار والفرص الاقتصادية وتزيد من الرفاه الاجتماعي وتحمي البيئة في آنٍ معاً مراعاةً لحاجات الأجيال المقبلة. فالتنمية تكتسب شرط الاستدامة إن هي عملت على تطوير المجتمعات وكذلك الأعمال التجارية في جوٍّ من المساواة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة تلبيةً لاحتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادم على تلبية حاجاتها أو الإضرار بحاجاتها الأساسية.
   والتنمية المستدامة هي تنمية قابلة للاستمرار وتهدف إلى الاهتمام بالعلاقة المتبادلة ما بين الإنسان ومحيطه الطبيعي وبين المجتمع وتنميته، والتركيز ليس فقط على الكم بل النوع مثل تحسين توزيع الدخل بين أفراد المجتمع وتوفير فرص العمل والصحة والتربية والإسكان. وتهدف التنمية المستدامة أيضاً إلى الاهتمام بشكل رئيسـي بتقييم الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي للمشاريع التنموية. وحيث أنّ البيئة هي المخزون الطبيعي للموارد التي يعتمد عليها الإنسان وأنّ التنمية هي الأسلوب التي تتبعها المجتمعات للوصول إلى الرفاهية والمنفعة، لذا فإنّ الأهداف التنموية البيئية يكمل بعضها البعض    (أمين، 2008: 6).
1. الأبعاد: انطلاقاً من التعريف السابق للتنمية المستدامة يمكن استخلاص الأبعاد بالآتي (أيوب، 2016: 22):

  • البعد الاقتصادي والتكنولوجي: في بعدها الاقتصادي تهدف التنمية المستدامة إلى التّوصل إلى خفض ملحوظ وذي معنى في مستويات استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وذلك من خلال تحقيق تحوّل سريع في القاعدة التكنولوجية للمجتمعات الصناعية، ينقلها من التكنولوجيا التقليدية إلى تكنولوجيا جديدة أنظف وأكفأ لتخفيف الأضرار التي تلحق بالبيئة.

  • البعد الاجتماعي البشـري: تدخل التنمية البشرية في صلب عملية التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، بخلق فرص متساوية للحصول على الموارد الطبيعية والخدمات الاجتماعية على مختلف أنواعها.

  • البعد البيئي: وهو القدرة على مواصلة العمل بصورة سليمة، ويتمثل هذا البعد بأهداف تركز على التقليل إلى أدنى حد من التدهور البيئي، بأن تكون الطبيعة قادرة على تجديد التوازن البيئي. ويتم ذلك عبر دمج الاعتبارات البيئية في عملية التخطيط للتنمية من خلال التوفيق بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة.

  • البعد المؤسسـي: تلعب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية دوراً فاعلاً في صياغة الخطط التنموية والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع. ولذلك تعنى الاستدامة المؤسسية بمدى الكفاءة والتنسيق فيما بينها لأداء دورها في خدمة مجتمعاتها وأهدافه التنموية.

2. خطط التنمية المستدامة وفق الرؤية 2030: أطلقت رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي أعدّها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وأقرّها مجلس الوزراء، في ابريل من عام 2016م، وذلك لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة والحاجة إلى المحافظة على المكتسبات التنموية، وإصلاح الاقتصاد السعودي ومواصلة نموّه، وإنهاء اعتماده على النّفط كمصدر أساسي للدخل وتمثل هذه الرؤية منهجاً وخارطة طريق طموحة لتتبوأ المملكة مكانةً عالمية مرموقة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتواصل جهودها للتنمية المستدامة بخطى متسارعة للارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتحسين نوعية حياته (أهداف التنمية المستدامة، 2018: 19).
   وذلك في ثلاثة محاور أساسية أبرزتها رؤية المملكة 2030، وهي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح (رؤية المملكة، 2030: 4-6).
مجتمع حيـوي: يعـد المحـور الرئيســي للرؤية وقاعدة الأساس لبناء اقتصاد مزدهر. ويأتي تركيز المملكة في هذا الجانب لبناء مجتمع حيوي قيمه راسخة وبيئته عامرة وبنيانه متين.

  • قيمه راسخة: مجتمع يعيش فيه الأفراد تبعاً لمنهجية وسطية معتدلة وفقاً للضوابط الإسلامية.

  • بيئة عامرة: مجتمع يعتز بهويته الوطنية ويفخر بإرثه وتاريخه الثقافي العريق وسط بيئة محفّزة وجاذبة توفر جميع احتياجات المواطن والمقيم.

  • بنيانه متين: مجتمع يستند إلى منظومة أسرية قويّة، ويملك جميع ممكنات ومقوّمات الرعاية الصحية والاجتماعية.

  • وطن طموح: ينبع اهتمام المملكة بالقطاع العام من حرصها على إيجاد وطن طموح حكومته فاعلة ومواطنه مسؤول.

  • حكومته فاعلة: تعزيز مبدأ الشفافية وقياس الأداء العام لتطوير الكوادر البشرية واستغلال الموارد على أكمل وجه.

  • مواطنه مسؤول: تتيح الحكومة الفاعلة الفرصة المهيئة للمواطنين والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتحمل المسؤولية اللازمة لمواجهة المصاعب واستثمار الفرص.

اقتصاد مزدهر: يأتي هذا المحور ضمن اهتمامات المملكة لبناء اقتصاد مزدهر، فرصه مثمرة، استثماره فاعل، تنافسية جاذبة وموقعه مستغل.

  • فرصه مثمرة: توفير فرص مثمرة للجميع من شركات كبرى وصغرى ورواد أعمال عبر ربط مخرجات التعليم باحتياج سوق العمل.

  • استثماره فاعل: ايجاد الفرص للقطاعات الاقتصادية المتنوعة وفرص العمل  المجزية والمناسبة عبر تطوير الأدوات الاستثمارية.

  • تنافسية جاذبة: تسعى المملكة لرفع جودة الخدمات التنموية والاقتصادية المقدمة للجميع عبر تخصيص الخدمات الحكومية.

  • موقعه مستغل: تسعى المملكة لتطوير بيئة الأعمال لاستقطاب الاستثمارات والخبرات الدولية والعالمية.

لإطار التحليلي للدراسة
    نوعية الدراسة: تعد هذه الدراسة من ضمن الدراسات الوصفية، التي تهدف إلى جمع المعلومات اللازمة لإعطاء وصف لأبعاد أو متغيرات الظاهرة المدروسة، وذلك من خلال تحديد ما هية الأشياء؛ وعليه يهدف البحث الحالي إلى وصف وتحليل قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، ومحاولة جمع أكبر قدر من البيانات الخاصة بهذه القضايا ومن ثم تصنيفها وتحليلها وتفسيرها تفسيراً علمياً دقيقاً   (توفيق، 2014: 36).
   منهج الدراسة: بناءً على أهداف الدراسة المنبثقة عن المشكلة التي تحاول إيجاد حلول لها فإن أكثر المناهج مناسبة لتحقيق هذه الغايات هو منهج البحوث المسحية؛ وفي هذا البحث تمّ استخدام منهج تحليل المضمون وهو أحد المناهج الفرعية لمنهج البحـوث المسحيـة. وقـد تـمّ تطبيـق هـذا المنهـج علـى عيّنةٍ زمنيـة مـن قنــوات التلفزيـون السعودي.
أداة الدراسة: تهتم الدراسة الحالية بتحديد فئات التحليل نظراً لأهميتها في التوصل إلى نتائج علمية وبحثية مميزة، وبناءً على تساؤلات الدراسة وأهدافها، سيتم إعداد استمارة تحليل المضمون، لجمع البيانات ورسم معادلات تكرار الظواهر في المواد التي سيتم تحليلها، بغية تصنيفها بموضوعية وشمولية.
مجتمع وعينة الدراسة: يشتمل مجتمع الدراسة على جميع قنوات التلفزيون السعودي، التي تتناول قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وسيتم اختيار ثلاث قنوات من قنوات التلفزيون السعودي كعينة عمدية؛ حيث تشتمل العينة العمدية كل من: القناة السعودية، والقناة الإخبارية، وقناة إس بي سي؛ ويبرر الباحث سبب اختيار هذه القنوات الثلاث لكونها أبرز ثلاثة قنوات تحظى بالمشاهدة من قبل الجمهور السعودي، ونظراً لطبيعة البرامج والأخبار المقدمة على هذه القنوات والتي تتناول قضايا تتعلق بموضوع الدراسة الحالية، وهو قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. ويمكن استعراض عينة الدراسة على النّحو التالي:

جدول (1) توزيع عينة الدراسة حسب نوع المسح (أخبار/ برامج)

جدول 1.png

   تظهر بيانات الجدول (1) توزيع عينة الدراسة حسب نوع المسح من الأخبار والبرامج على قنوات الدراسة الثلاث، فقد تمّ مسح ما مجموعه (1519) خبراً على القناة الإخبارية وبنسبة (66.8%) من إجمالي مسع عينة الدراسة وهي أعلى نسبة وبفارق كبير عن باقي المسوح، في حين بلغ مجموع البرامج على قناة التلفزيون السعودي (479) برنامجاً وبنسبة (21.9%) من إجمالي عينة الدراسة، وأما قناة SBC فقد بلغ مجموع المسوح عليها (258) مسحاً من نوع برامج وبنسبة (11.3) من إجمالي عينة الدراسة.
   ويفسـر الباحث هذه النتائج التي توصلت لها الدراسة من أنّ القناة الإخبارية تختص بإعداد الأخبار وأنّ إعداد وصناعة الأخبار لا تأخذ في العادة وقتاً كما يأخذه إعداد البرامج، وأن طبيعة البرامج عادة ما تكون بشكل دوري كل أسبوع ، كما أنّ تخصص القناتين التلفزيون السعودي وقناة SBC ذات طبيعة برامجية مجتمعية حوارية. ويمكن توضيح تفاصيل نوع المسح من الأخبار والبرامج على عينة الدراسة من خلال استعراضها في الجدول التالي:

جدول (2) تفاصيل نوع المسح من البرامج والأخبار عينة الدراسة

جدول 2.png

  تظهر بيانات الجدول رقم (2) تفاصيل أسماء البرامج والأخبار التي تمّ مسحها وإجراء عملية تحليل المضمون عليها، حيث شملت العينة الممسوحة على (5) برامج على قناة التلفزيون السعودي، هي: مع الناس، والشارع السعودي، وفي العلن، ومن السعودية، وصباح السعودية؛ أما برامج قناة SBC فثلاثة برامج، هي: مصطلح طبي، وكروموسوم، وملعب. في حين أنّ الأخبار على القناة الإخبارية اندرجت تحت ثلاثة تصنيفات بحسب القناة الإخبارية، وهذه التصنيفات: لايف ستايل، ومناطق، والتقنية. وجميع هذه البرامج وتصنيفات الأخبار، تسلط الضوء على كل ما يهم الناس في حياتهم اليومية، لمواكبة عجلة التطور وبرامج التحول الوطني وتحقيق الرؤية والصدارة العالمية، بالإضافة إلى اهتمامها بنبض الشارع السعودي وأهم الملفات التي تشغل المواطن من القضايا ذات الشأن المحلي الأكثر أهمية والتي تتناول قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية والتعليم والصناعة والتطور والإسكان، وغيرها من القضايا الهامة، والتي سيتم استعراضها في نتائج تحليل الدراسة.
العينة الزمنية للدراسة:
يتمثل الإطار الزمني للبحث، بالفترة الممتدة ما بين 1 يناير 2021، وحتى 31 ديسمبر 2021،  بواقع (12) شهراً.
وحدات التحليل وفئاته:
   لتحقيق أغراض البحث وأهدافه، سيتم استخدام وحدة الموضوع والوحدة الطبيعية لمضمون التغطيات الإعلامية، كوحدة للتحليل وقد تمّ تصنيف فئات التحليل بما يخدم أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها، على شكل كشاف كأداة للدراسة، وتشمل فئات التحليل، على ما يلي:

  • أولاً: فئة الموضوعات التي عالجتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: المياه، الزراعة، البيئة، الإدارة، التقنية، الصحة، النقل، التصنيع، الطاقة.

  • ثانياً: فئة المضامين المتفرعة عن الموضوعات الرئيسية في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  • ثالثاً: أنماط التغطية التي قدمتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: خبر، تقرير، تحقيق، حوار.

  • رابعاً: قيم التغطية التي استندت عليها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: إيجابية، سلبية، مختلطة.

  • خامساً: فئة الاستمالات التي استندت عليها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: عقلانية، عاطفية، مختلطة، بدون استمالات.

  • سادساً: القوى الفاعلة التي أبرزتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: وزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة الصحة، وزارة الصناعة والثروة المعدنية، جامعة الملك فيصل.

  • سابعاً: الأطر الإعلامية التي استخدمتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي: الإطار المحدد بقضية، إطار المسؤولية، إطار الاهتمامـات الإنسانيـة، الإطـار الاقتصـادي، الإطـار التقنـي والتصنيعـي، إطـار الاستراتيجية، إطار الطاقة والنقل، إطار أهمية التعليم.

قياس الصدق والثبات
1. إجــراء الصـدق: تـم استخـدام الصـدق الظاهري Face Validity لفحـص أداة الدراسـة "استمارة تحليل المضمون"، للتأكد من أنّها تقيس ما هو مراد قياسه، وذلك للوصول إلى مستوى الثقة بالنتائج، بحيث تتسم بالدقّة وبدرجة عالية من الصدق، وذلك من خلال:

  • تصميم أداة الدراسة بما يتناسب مع أهدافها وتساؤلاتها.

  • توضيح وتعريف فئات التحليل بشكل دقيق.

  •  عرض الأداة على عدد من الخبراء والمحكمين للتأكد من صلاحيتها لقياس فئات التحليل.

2. إجراء الثبات: للتأكد من وجود درجة عالية من الاتّساق في فئات التحليل تمّ إجراء عملية اختبار الثبات، وذلك من خلال تطبيق الأداة على عينة بلغت (15%) من الموضوعات في قنوات الدراسة الثلاث: القناة السعودية، والقناة الإخبارية، وقناة إس بي سي، حيث قام ثلاثة محللون باختبار عملية الثبات بتطبيق معادلة هولستي للوصول إلى متوسط معامل الثبات، والذي ينص على أنّ:
 

حيث إنّ:
R: ثبات أداة التحليل.
M: عدد المعايير التي اتفق عليها المحللون الثلاثة.
N1: عدد المعايير في التحليل الأول.
N2: عدد المعايير في التحليل الثاني.
N3: عدد المعايير في التحليل الثالث.
الأساليب الإحصائية:
    بهدف معالجة البيانات التي سيتمّ تجميعها من خلال عيّنة الدراسة، لإجراء التحقق من تساؤلات الدراسة، سيتمّ استخدام برنامج الرزم الإحصائية (SPSS)، بهدف الحصول على النتائج المتعلقة بالدراسة، وكانت الأساليب المستخدمة على النحو التالي:

  • استخدام معادلة هولستي وذلك بهدف قياس ثبات التحليل.

  • استخدام النسب المئوية للحصول على تقديرات تحليل عيّنة الدراسة.

  • استخدام فئات التحليل للحصول على النتائج ضمن الموضوعات والقضايا عينة الدراسة.

  • استخدام الجداول التكرارية البسيطة المتقاطعة والنسب المئوية للحصول على نتائج الدراسة.

أولاً: فئة الموضوعات الرئيسية التي عالجها التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
   للتعرف على الموضوعات الرئيسية التي عالجها التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع الموضوعات الرئيسية عينة الدراسة، والجدول التالي يوضح ذلك:

جدول (3) الموضوعات الرئيسية التي عالجها التلفزيون السعودي

R = 3M / (N1 + N2 + N3)  ÷  3  

جدول 3.png

    تظهـر بيانات الجـدول السابـق توزيـع الموضوعات الرئيسية التـي عالجتهـا قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ موضوع "الطاقة" في المرتبة الأولى بوقع (551) تكراراً وبنسبة بلغت (16.2%) في حين جاء موضوع "التصنيع" في المرتبة الثانية بواقع (520) تكراراً وبنسبة بلغت (15.3%) تلاه موضوع "الإدارة" بواقع (410) تكراراً وبنسبة بلغت (12%)؛ ويرى الباحث أنّ هذه الموضوعات الثلاث قد أخذت من حيث الثقل والتركيز على ثلث الموضوعات الرئيسية التي تمّ معالجتها خلال الفترة الزمنية للدراسة، وهذه الموضوعات هي من الموضوعات الهامة على صعيد قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، ما يعني أنّ التركيز عليها كان ضمن الاستراتيجات الوطنية المعمول بها في مختلف قطاعات الدولة السعودية.
   فـي حيـن أنّ أقـل ثلاث موضوعـات رئيسيـة تمّ معالجتها والتطرق لها ضمن قنوات التلفزيون السعودي كانت على النحو الآتي: موضوع "الزراعة" بواقع (315) تكراراً وبنسبة بلغت (9.2%) وموضوع "الصحة" بواقع (215) تكراراً وبنسبة بلغت (6.3%)، وأخيراً موضوع "النقل" بواقع (148) تكراراً وبنسبة بلغت (4.3%) وهي أقل نسبة حاز عليها هذا الموضوع ضمن عينة الدراسة الزمنية؛ ويرى الباحث أنّ هناك قصوراً إعلامياً تجاه هذه الموضوعات الثلاث خاصة موضوع "النقل"، مما يستوجب ضرورة التركيز على هذا الموضوع وإيلائه أهميته المناسبة كونه من الموضوعات التسع التي تعزز من قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
ثانياً: المضامين الفرعية المنبثقة عن الموضوعات الرئيسية التي تناولت قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
   للتعـرف علـى المضامـين الفرعيـة المنبثقة عـن الموضوعات الرئيسيـة التـي تناولتـها عينة الدراسة، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لهذه المضامين الفرعية:، وذلك على النحو التالي:
1. المضامين المتفرعة عـن الموضوع الرئيسـي الـذي يعالـج مسألة المياه: تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "المياه" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (
4) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة المياه

جدول 4.png

   تبيـن نتائـج الجدول السابـق توزيع المضاميـن المتفـرعة عن الموضـوع الرئيســي الذي يعالج مسألة المياه على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "توفير حصول الجميع على مياه الشـرب الصحية والنظيفة" في المرتبة الأولى بواقع (129) تكراراً وبنسبة بلغت (28%)، تلاها مضمون "زيادة كفاءة استخدام المياه في جميع القطاعات وضمان سحب المياه العذبة" بواقع (103) تكراراً وبنسبة بلغت (22.4%)، في حين أنّ مضمون "وقف إلقاء النفايات والمواد الكيمياوية الحطرة وتقليل تسـربها" جاء في المرتبة الخامسة وقبل الأخيرة بواقع (50) تكراراً وبنسبة بلغت (10.9%) وكان مضمون "تنفيذ شبكات المياه والصـرف الصحي ومعالجة المياه وإعادة استخدامها" قد حلّ في المرتبة الأخيرة بواقع (39) تكراراً وبنسبة بلغت (8.5%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون.
   ويرى الباحث أنّ هناك ندرة اهتمام بمضمون "تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي ومعالجة المياه وإعادة استخدامها"، ولذا فإنّه من المهم أن يتم إيلاء مثل هذه المضامين مساحة كافية في الإعلام، وأن يكون هناك جهود دؤوبة من قبل مختلف القطاعات وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه والزراعة على تعزيز مثل هذه المضامين للنهوض بهذه القطاعات ودعم  قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
2. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة الزراعة:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الزراعة" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك: 
جدول (5) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة الزراعة

جدول 5.png

   تبين نتائج الجـدول السابـق توزيع المضاميـن المتفرعـة عـن الموضـوع الرئيســي الذي يعالج مسألة "لزراعة" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "سهولة الحصول السلع الغذائية في الوقت المناسب" في المرتبة الأولى بواقع (70) تكراراً وبنسبة بلغت (22.9%)، تلاه مضمون "تطوير عمل سوق المنتجات الزراعية وتحسين كفاءتـه" بواقع (63) تكراراً وبنسبة بلغت (20.6%)، وكان مضمون "الحد من خسائر الأغذية في مراحل الإنتاج والإمداد" قد حلّ في المرتبة الثالثة بواقع (42) تكراراً وبنسبة بلغت (13.7%).
   في حين أنّ مضمون "دعم الاستثمار السـعودي في الأنشطة الزراعية وتشجيعه" جاء في المرتبة الثامنة وقبل الأخيرة بواقع (14) تكراراً وبنسبة بلغت (4.6%) وكان مضمون "الرفع من مستوى الدعم والإرشاد الزراعي الموجهة لصغار المزارعين" قد حلّ في المرتبة الأخيرة بواقع (12) تكراراً وبنسبة بلغت (3.9%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون.
   ويرى الباحث أنّ هذا المضمون يجب إيلاوه أهمية كبيرة كونه ذي مساس بشؤون الناس واهتماماتهم خاصة ممن هم من صغار المزارعين، والذي تعكف الحكومة السعودية على إيلائهم عناية خاصة في سبيل الرفع من مستويات معيشتهم بما يحقق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، إلاّ أنّ هذا المضمون قليل التطرق له إعلامياً، ونجد أنّه من المناسب تعزيز الحديث عن مثل هذه المضامين عبر الوسائل الإعلامية المختلفة وتوعية المجتمع السعودي وإرشادهم ودعمهم لينهضوا بقطاع الزراعة الذي يعتبر من أهم الموضوعات التي تحقق الأمن الغذائي للبشر.
3. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة البيئة:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "البيئة" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (6) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة البيئة

جدول 6.png

   تبين نتائج الجـدول السابق توزيع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "البيئة" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "استغلال الموارد الطبيعية المتجددة" في المرتبة الأولى بواقع (110) تكراراً وبنسبة بلغت (28.8%)، تلاه مضمون "حماية الحياة الفطرية ووقف التدهور البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية" بواقع (71) تكراراً وبنسبة بلغت (18.6%)، في حين أنّ مضمون "تنمية الموارد الطبيعية المتجددة لمنفعة الإنسان" جاء في المرتبة السادسة وقبل الأخيرة بواقع (24) تكراراً وبنسبة بلغت (6.3%) وكان مضمون "المحافظة على كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء" قد حلّ في المرتبة الأخيرة بواقع (20) تكراراً وبنسبة بلغت (5.2%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون.
   ويرى الباحـث أنّ موضـوع المحافظة علـى المـاء والهـواء واليابسـة والفضـاء من الموضوعات الهامة ذات الصلة بمعايش الناس فالماء والهواء يعطيهم القدرة على العيش والبقاء وأما اليابسة فهي الأرض التي يمكن استصلاحها للزراعة وأما الفضاء فيمكن استخدامه في العلوم والتقنيات التي تدعم الاستدامة البيئية، ولذا يجد الباحث أنّه من المهم التركيز على هذه المضامين والموضوعات إعلامياً ومجتمعياً والعمل على تنفيذ استراتيجياتها ضمن القطاعات والوزارات والدوائر الحكومية. 
4. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة الإدارة:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الإدارة" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (7) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة الإدارة

جدول 7.png

   تبين نتائج الجـدول السابق توزيـع المضامين المتفرعـة عـن الموضـوع الرئيســي الذي يعالج مسألة "الإدارة" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "التحول الوطني وتحسين نمط الحياة ورفاه المواطنين" في المرتبة الأولى بواقع (175) تكراراً وبنسبة بلغت (42.7%)، تلاه مضمون "تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية" بواقع (98) تكراراً وبنسبة بلغت (23.9%)، ويرى الباحث أنّ هذين المضمونين قد تمّ إيلاؤهم أهمية كبيرة وهي أهمية في محلها نظراً لأهمية التحول الوطني في تحسين نمط حياة المجتمع السعودي من خلال الإدارة الناجحة التي تقوم على مبدأ وفكرة تحقيق الاستدامة وإيجاد وتوفير بل وتووظيف الموارد الطبيعية بشكل سليم.
  إلاّ أنّ مضمون "تطوير النماذج التسويقية لحفز المستهلكين نحو تلأمن الغذائي والاستدامة البيئية" جاء في المرتبة الأخيرة بواقع (21) تكراراً وبنسبة بلغت (5.1%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون، ونجد أنّ هذا الفكر الاستراتيجي الذي يندرج تحت موضوع الإدارة هو فكر استراتيجي هام لكونه يركز على مسألة التسويق وهي من أهم وأعقد المسائل التي يمكن أن تطرح وأن يكون لها آثارٌ إيجابية لتأمين الغذاء وتحقيق الاستدامة البيئية في المجتمع السعودي، ومن الضـرورة أن تدعم القطاعات المختلفة وعلى رأسها القطاعات الإدارية هذا الفكر وتسوق له وتعززه على جميع الصعد ومن بينها الإعلام الذي نراه هنا لم يركز عليه بالدرجة المطلوبة.
5. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة التقنية:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "التقنية" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (8) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة التقنية

جدول 8.png

   تبين نتائـج الجدول السابـق توزيع المضامين المتفرعـة عن الموضـوع الرئيســي الذي يعالج مسألة "التقنية" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "توفير الطاقة باستخدام التقنيات الحديثة لجودة المنتجات النباتية والحيوانية" في المرتبة الأولى بواقع (109) تكراراً وبنسبة بلغت (26.8%)، تلاه مضمون "تطوير الخدمات الإلكترونية وريادة الأعمال" بواقع (83) تكراراً وبنسبة بلغت (20.4%)، ويرى الباحث أنّ مجموع هذين المضمونين من حيث التركيز قد بلغ (46.2%) من إجمالي عينة الدراسة، وهي نسبة مرتفعة ومهمة وتعطي انطباعاً جيداً حول إيلاء هذه المضامين التركيز المناسب. 
    في حين أنّ مضمون "متابعة الأمراض النباتية والحيوانية باستخدام التقنيات" جاء في المرتبة الأخيرة بواقع (30) تكراراً وبنسبة بلغت (7.4%) وتعتبر هذه النسبة متدنية جداً من حيث التركيز والاهتمام، ذلك أنّ الجهود الحثيثة التي يمكن أن تبذل فيه هذا الصدد يمكن أن تعالج كثير من المشكلات التي من شأنها الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية بما يحقق معدلات مرتفعة تعود بالنفع على قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وعليه فإنه من الضـرورة إيلاء هذا الجانب الدعم الملائم وأن يتم الإنفاق عليه وعلى البحوث ذات الصلة به للرفع من سوية هذا القطاع.
6.  المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة الصحة:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الصحة" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (9) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة الصحة

جدول 9.png

   تبين نتائج الجـدول السابق توزيع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الصحة" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "مجابهة أمراض السمنة والأمراض المترتبة عليها" في المرتبة الأولى بواقع (58) تكراراً وبنسبة بلغت (27%)، تلاه مضمون "استخدام التطورات الحديثة فيعلم النفس لحفز عادات الحفاظ على الصحة والأمن الغذائي" بواقع (41) تكراراً وبنسبة بلغت (19.1%).
   ويرى الباحث أنّ هذين المضمونين قد أخذا مساحة جيدة خاصة وأنّ نسبتهما بلغت (46.1%) من إجمالي عينة الدراسة ضمن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة "الصحة"، وهو ما يعني أهميتهما خاصة فيما يتعلق باستخدام علم النفس لإجراء تغييرات بنيوية على عاداتٍ سلبية في المجتمعات للتخلص منها، وهنا نؤكد على أهمية هذا العلم وعلى أهمية توظيفه في مختلف القطاعات الحيوية.
    في حين أنّ مضمون "وضع وتطوير السياسات الصحية والغذائية وخريطة الأمراض" جاء في المرتبة الأخيرة بواقع (14) تكراراً وبنسبة بلغت (6.5%) وهي نسبة متدنية وقليلة مقارنةً  بغيرها من النسب المندرجة تحت هذا الموضوع الرئيس، وعليه يرى الباحث بأنّ هناك قصوراً واضحاً في هذا البند أو المضمون الذي يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، صحيحٌ أنّ هناك اهتمام في مجابهة الأمراض واستخدام التطورات الحديثة في علم النفس لكن يوازي هذا الاهتمام وهذا التركيز ضعفٌ في وضع التصورات والمقترحات الاستراتيجية التي من شأنها النهوض بالمسائل الصحية المتعلقة بالأمن الغذائي والاستدامة البيئية، ولذا نجد من الضـرورة إيلاء هذا الجانب العناية الملائمة لتفعيل الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها تحقيق غايات وأهداف رؤية المملكة 2030.
7. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة النقل:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "النقل" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (10) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة النقل

جدول 10.png

   تبين نتائج الجدول السابق توزيع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "النقل" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "تعزيز الاستفادة من قطاع النقل" في المرتبة الأولى بواقع (47) تكراراً وبنسبة بلغت (31.8%)، تلاه مضمون "رفع كفاءة الخدمات اللوجستية وتخفيض تكاليف الإنتاج" بواقع (35) تكراراً وبنسبة بلغت (23.6%)، في حين أنّ مضمون "نقل الغذاء وتخزينه في الأماكن المحددة والحفاظ عليه" جاء في المرتبة الخامسة وقبل الأخيرة بواقع (16) تكراراً وبنسبة بلغت (10.8%) وكان مضمون "تطوير الحلول اللوجستية التي تضمن سلامة الحركة في قنوات السلسلة الغذائية" قد حلّ في المرتبة الأخيرة بواقع (9) تكرارات وبنسبة بلغت (6.1%).
   ويرى الباحث أنّ مجمل هذه المضامين المندرجة تحت مسألة "النقل" لم يتم إيلاؤها الأهمية المناسبة من الأساس، وهذا واضحٌ وجلي من خلال النسب والأرقام وكذا التكرارات التي حصلت عليها، مما يعني ضرورة التركيز على هذا الموضوع بشكل جاد وكفؤ ضمن المحددات الداعمة لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
8. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة التصنيع:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "التصنيع" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (11) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة التصنيع

جدول 11.png

   تبين نتائج الجدول السابق توزيع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "التصنيع" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "دعم الصناعات الوطنية والابتكار والخدمات اللوجستية" في المرتبة الأولى بواقع (186) تكراراً وبنسبة بلغت (35.8%)، تلاه مضمون "تشجيع التصنيع الذي يحافظ على البيئة والمنتج النباتي والحيواني" بواقع (156) تكراراً وبنسبة بلغت (30%)، ويرى الباحث أنّ هذين المضمونين قد تمّ إيلاؤهما أهمية كبيرة من حيث التركيز، إذ يبلغ مجموع هذين المضمونين (342) تكراراً وبنسبة بلغت (65.8%) أي ما يقرب من ثلثي التركيز ضمن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة "التصنيع"، وهو أمرٌ يسجل للقطاعات الحكومية التي دعمت هذا التوجه والتركيز عليه ولولا هذا التركيز لما تمّ ذكره في عينة الدراسة بهذه المساحة وهذا الحجم، مع الأخذ بعين الاعتبار والاهتمام ضرورة التركيز على المضمون المتعلق بـ"تطوير حلول تصنيعية حديثة على المنتجات الحيوانية والنباتية"، فقد حلّت في المرتبة الأخيرة بواقع (79) تكراراً وبنسبة بلغت (15.2%).
9. المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة الطاقة:

تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الطاقة" على التلفزيون السعودي، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (12) المضامين المتفرعة عن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة الطاقة

جدول 12.png

   تبين نتائج الجـدول السابـق توزيـع المضاميـن المتفرعة عـن الموضوع الرئيسـي الذي يعالج مسألة "الطاقة" على قنوات التلفزيون السعودي، فقد حلّ مضمون "إنتاج الطاقة واستثمارها في الزراعة" في المرتبة الأولى بواقع (241) تكراراً وبنسبة بلغت (43.7%)، تلاه مضمون "أهمية الطاقة الطبيعية ومصادرها المتجددة" بواقع (210) تكراراً وبنسبة بلغت (38.1%)، ويرى الباحث أنّ هذهين المضمونين قد تمّ التركيز عليهما بشكل كبير إذ بلغت نسبة التركيز فيهما (81.8%) وهي نسبة مرتفعة جداً يقابلها ضعفٌ في التركيز علـى مضامين تتعلق بـ "جامعة الملك فيصل وتركيزها على الطاقة الجديدة وربطها بالأنظمة الزراعية والمائية"، وهذا يستدعي ضرورة أن تقوم الجامعة بجهودٍ دؤوبة وأكثر دعماً فيما يتعلق بربط الطاقة الجديدة مع الأنظمة الزراعية والمائية، ويستدعي أيضاً دعم هذه القطاعات مادياً وبحثياً.
ثالثاً: أنماط التغطية التي قدمتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
للتعرف على أنماط التغطية التي اعتمدت عليها عينة الدراسة في معالجتها لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع هذه الأنماط، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (13) أنماط التغطية في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية

جدول 13.png

   تشير بيانات الجدول السابق من أنّ نمط التغطية "الخبر" قد حلّ في المرتبة الأولى بواقع (978) تكراراً وبنسبة بلغت (43%) وجاء في المرتبة الثانية نمط التغطية "حوار" بواقع (755) تكراراً وبنسبة بلغت (33.2%)، تلاه نمط التغطية "تقرير" بواقع (452) تكراراً وبنسبة بلغت (19.9%)، وجاء في المرتبة الأخيرة نمط التغطية "تحقيق" بواقع (89) تكراراً وبنسبة بلغت (3.9%).
   ويفسـر الباحث النسبة المرتفعة لنمط الأخبار في عينة الدراسة، بسبب أنّ الخبر الصحفي يعتبر العنصـر الأساس من عناصر العملية الصحفية وهو بمثابة العمود الفقري للمؤسسات الإعلامية وللصحافة والنشـر الإلكتروني، ويرى الباحث أنّ هناك ندرةً في إيلاء "التحقيق" الأهمية المناسبة، ولذا نجد أنّه من المناسب أن تولي المؤسسات الإعلامية السعودية أهميةً لهذا النمط لتعميق البحث في المسائل المتعلقة بقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وذلك لأنّ التحقيقات تأخذ الطابع التفصيلي في عرض الموضوعات وتدخل إلها عمقها مما يصيب الهدف المراد الوصول إليه.
رابعاً: قيم التغطية التي استندت عليها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
   للتعرف على قيم التغطية التي ارتكزت عليها عينة الدراسة في معالجتها لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع هذه القيم، والجدول التالي يوضح ذلك:

جدول (14) قيم التغطية التي ارتكز عليها في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية

جدول 14.png

   تشيـر بيانات الجـدول السابق من أنّ قيـم التغطية "إيجابية" قـد حلّـت في المرتبة الأولى بواقع (1869) تكراراً وبنسبة بلغت (54.8%) وجاءت في المرتبة الثانية قيم التغطية "مختلطة" بواقع (951) تكراراً وبنسبة بلغت (27.9%)، وأما المرتبة الثالثة فكانت لقيم التغطية "سلبية" بواقع (589) تكراراً وبنسبة    بلغت (17.3%).
   ويرى الباحث أنّ مجمل القيم في تغطية ومعالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية يعطي مؤشراً هاماً حول دور الإعلام في دعم هذه الموضوعات وتغطيتها بشكل إيجابي، وأنّ القيم المختلطة والتي قد تحمل أكثر من قيمة قد تزيد من حجم ومؤشر القيم الإيجابية فيما لو تم الدفع باتجاه التركيز على القضايا السابقة التي أشير لها من باب "ضعف التناول أو التطرق"، بحيث يتم تعزيز المضامين الهامة التي تدعم قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، كما أنّ القيم السلبية وعلى الرغم من قلتها نسبة لعينة الدراسة الكلية، فإنّه من الضرورة العمل على التقليل منها ومحاولة إيجاد الحلول الاستراتيجية التي تقلل من القيم السلبية وهذا يتم بتظافر جميع الجهود من الوزارات والقطاعات المختلفة وعلى رأسها قطاع التعليم/ جامعة الملك فيصل.
خامساً: فئة الاستمالات التي استندت عليها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
   للتعرف على الاستمالات التي استندت عليها عينة الدراسة في معالجتها لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع هذه الاستمالات، والجدول التالي يوضح ذلك:

جدول (15) الاستمالات التي استند عليها في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية 

جدول 15.png

   تشير بيانات الجدول السابق إلى أنّ الاستمالات "عقلانية" قد حلّت في المرتبة الأولى بواقع (2310) تكراراً وبنسبة بلغت (67.8%) وجاءت في المرتبة الثانية الاستمالات "مختلطة" بواقع (671) تكراراً وبنسبة بلغت (19.7%)، وأما المرتبة الثالثة فكانت للاستمالات "عاطفية" بواقع (369) تكراراً وبنسبة بلغت (10.8%).
   ويفسـر الباحث حلول الاستمالات العقلانية في المرتبة الأولى نظراً لطبيعة القضايا المطروحة والمتعلقة بالأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهي من الموضوعات الهامة التي تقوم حكومة المملكة العربية السعودية على دعمها والتركيز عليها من منطق العقل والعلم، ونظراً للطبيعة الجادة لهذه الموضوعات.
سادساً: القوى الفاعلة التي أبرزتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
   للتعرف على القوى الفاعلة التي أبرزتها عينة الدراسة في معالجتها لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع هذه القوى الفاعلة، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (16) القوى الفاعلة في قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية 

جدول 16.png

   تشير بيانات الجدول السابق إلى أنّ القوى الفاعلة "وزارة البيئة والمياه والزراعة" قد حلّت في المرتبة الأولى بواقع (155) تكراراً وبنسبة بلغت (38.4%) وجاءت في المرتبة الثانية القوى الفاعلة "وزارة الصناعة والثروة المعدنية" بواقع (103) تكراراً وبنسبة بلغت (25.5%)، وأما المرتبة الثالثة فكانت للقوى الفاعلة وزارة الصحة" بواقع (99) تكراراً وبنسبة بلغت (24.5%)، في حين أنّ "جامعة الملك فيصل" قد حلت في المرتبة الأخيرة بواقع (47) تكراراً وبنسبة بلغت (11.6%)، وهي متدنية نسبياً، مما يعني ضرورة قيام جامعة الملك فيصل بمجهودات أخرى في سبيل تدعيم قضايا التصنيع والطاقة والتقنية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
سابعاً: الأطر الإعلامية التي استخدمتها عينة الدراسة في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
  للتعرف على الأطر الإعلامية التي أطّرت بها عينة الدراسة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تمّ استخراج التوزيع التكراري والنسبي لمجموع هذه الأطر، والجدول التالي يوضح ذلك:
جدول (17) الأطر الإخبارية التي تمّ فيها معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئة

جدول 17.png

  تشير بيانات الجدول السابق إلى أنّ الأطر الإعلامية التي تم من خلالها معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية كانت على النّحو الآت: حلّ الإطار "التقني والتصنيعي" في المرتبة الأولى بواقع (867) تكراراً وبنسبة بلغت (25.4%) وجاء في المرتبة الثانية الإطار "الاقتصادي" بواقع (597) تكراراً وبنسبة بلغت (17.5%)، وأما المرتبة الثالثة فكانت للإطار "أهمية التعليم" بواقع (546) تكراراً وبنسبة بلغت (13.4%)، في حين أنّ إطار "الطاقة والنقل" قد حلت في المرتبة قبل الأخيرة بواقع (288) تكراراً وبنسبة بلغت (8.4%)، وهي متدنية نسبياً، مما يعني توسيع دائرة الحديث عن الجوانب الطاقوية والنقل في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهو أمر هام يقع على عاتق القوى الفاعلة وعلى رأسها وزارة التعليم/ جامعة الملك فيصل.
خلاصة ونتائج:
   
يخلـص الباحـث من هـذه الدراسـة المسحية إلـى جملة مــن النتائج تعزز من أهمية موضوعها وهو معالجة التلفزيون السعودي لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، كما وتعزز من وجدوى وأهمية تحليل جوانب المشكلة البحثية، فقد وصلت الدراسة إلى هدفها الرئيس وأجابت عن تساؤلاتها، ويتبين مما سبق أنّ عدداً من النتائج كان داعماً لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئة وهذه النتائج هي الغالبة، إلا أنّ بعضاً من هذه النتائج يعطي مؤشرات في قصور الأداء لدى مختلف القطاعات والوزارات الحكومية في متابعة هذه القضايا إعلاميا، وعليه يمكن الخروج بعدد من النتائج والتوصيات على النحو التالي:
أولاً: النتائج

  1. هناك اهتمام وتركيز من قبل عينة الدراسة على مختلف الموضوعات الرئيسية التي تعالج قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، فقد جاءت مجموع هذه الموضوعات على كل من التلفزيون السعودي والقناة الإخبارية وقناة SBC (3409) موضوعاً؛ ما يعني أنّ التركيز عليها كان ضمن الاستراتيجات الوطنية المعمول بها في مختلف قطاعات الدولة السعودية.

  2. جاء موضوع "النقل" في آخر سلم الاهتمام بقضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، بواقع (148) تكراراً وبنسبة بلغت (4.3%) ضمن عينة الدراسة الزمنية.

  3. هناك اهتمام واضح في معالجة مضمون "توفير حصول الجميع على مياه الشـرب الصحية والنظيفة" فقد جاء في المرتبة الأولى وبنسبة بلغت (28%)، لكن يقابله قلة اهتمام بمضمون "تنفيذ شبكات المياه والصـرف الصحي ومعالجة المياه وإعادة استخدامها"، ذلك أنّ الحديث عن مسألة توفير المياه أمر نظري ومهم، لكن مسألة التنفيذ تحتاج إلى عملٍ دؤوب وجاد وتحتاج إلى وضع استراتيجيات حقيقة وتطبيقية ولا أن يكتفى بالمفهوم النظري لهذه المسائل.3.

  4. هناك اهتمام كبير فيما يتعلق بمضمون "سهولة الحصول السلع الغذائية في الوقت المناسب" فقد جاء بنسبة (22.9%) ضمن الموضوع الرئيس الذي يعالج مسألة الزراعة، يقابله ضعف اهتمام بمضمون "الرفع من مستوى الدعم والإرشاد الزراعي الموجهة لصغار المزارعين" والذي جاء بنسبة (3.9%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون، فكيف يمكن تحقيق الأمن الغذائي في الوقت الذي يكون فيه الدعم والإرشاد الزراعي الموجه  لصغار المزارعين هو دعم منخفض.

  5. هناك اهتمام بالغ الأثر حول مضمون "التحول الوطني وتحسين نمط الحياة ورفاه المواطنين" حيث بلغت نسبته (42.7%) وهي نسبة مريحة تعطي انطباعاً لنجاح الإدارة في سبيل تحقيق هذا الهدف وإيجاد كل ما من شأنه توظيف الموارد الطبيعية بشكل سليم.

  6. هناك قصور في الاهتمام بمضمون "تطوير النماذج التسويقية لحفز المستهلكين نحو التأمين الغذائي والاستدامة البيئية" حيث بلغت نسبة الاهتمام (5.1%) وهي أقل نسبة يحصل عليها هذا المضمون، ضمن الموضوع الرئيس الذي يعالج الإدارة.

  7. حاز مضمون " توفير الطاقة باستخدام التقنيات الحديثة لجودة المنتجات النباتية والحيوانية" ومضمون تطوير الخدمات الإلكترونية وريادة الأعمال" من حيث التركيز على ما نسبته (46.2%) من إجمالي العينة وهي نسبة مرتفعة ومهمة تعطي انطباعاً جيداً حول إيلاء هذه المضامين التركيز المناسب.

  8. هناك ضعف في الاهتمام بمضمون يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، وهو: "وضع وتطوير السياسات الصحية والغذائية وخريطة الأمراض" فقد جاء بنسسبة متدنية بلغت (6.5%).

  9. كانت مجمل المضامين المندرجة تحت موضوع "النقل" قليلة جداً حيث لم يتم إيلاؤها الأهمية المناسبة من الأساس، وهذا واضحٌ وجلي من خلال النسب التكرارات، حيث بلغت نسبة التركيز على هذا الموضوع (4.3%) مقارنة بالموضوعات الرئيسية الأخرى.

ثانياً: التوصيات

  • ضرورة التركيز على موضوعات النقل وإيلائه أهميته المناسبة كونه من أحد الموضوعات الرئيسية التي تعزز من قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، حيث ينظر له العالم المتقدم والصناعي بنوع من الاهتمام والاحتضان.

  • ضرورة أن يكون هناك جهود دؤوبة من قبل مختلف القطاعات وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه والزراعة على تعزيز مسألة تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي ومعالجة المياه.

  • ضرورة تناول مشكلات صغار المزارعين ودعمهم مادياً وتشجيعهم على الأساليب الحديثة في معالجة قطاعهم الزراعي، لما سيحقق ذلك من نتائج مثمرةً على صعيد الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

  • ضرورة أن تدعم القطاعات المختلفة وعلى رأسها القطاعات الإدارية الفكر المتعلق بـ "تطوير النماذج التسويقية لحفز المستهلكين نحو التأمين الغذائي والاستدامة البيئية"، بما يحقق الآثار الإيجابية في تأمين الغذاء الاستدامة البيئية في المجتمع السعودي.

  • ضرورة إيلاء "وضع وتطوير السياسات الصحية والغذائية وخريطة الأمراض"العناية الملائمة لتفعيل الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها تحقيق غايات وأهداف رؤية المملكة 2030.

  • ضرورة التركيز على قطاع النقل في معالجة قضايا الأمن الغذائي والاستدامة البيئية بشكل جاد وكفؤ ضمن المحددات الداعمة لرؤية المملكة 2030.

المصادر والمراجع
أولاً: المصادر

  • الوثيقة الرئيسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. النشرة التفصيلية، ص4-6، الموقع الرسمي للرؤية، المملكة العربية السعودية، متاح على:https://vision2030.gov.sa/ar 

  • أهداف التنمية المستدامة.. الاستعراض الطوعي الوطني الأول للمملكة العربية السعودية. ص19، المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2018م. نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

  • وزارة البيئة والمياه والزراعة (2018). استراتيجية الأمن الغذائي وخطة تنفيذها. قرار رقم: 439، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الرياض، المملكة العربية السعودية.

  • جامعة الملك فيصل (2021). هوية جامعة الملك فيصل: جامعة ووطن نماء واستدامة. الرياض، المملكة العربية السعودية.

  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (2021). حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم. متاح: https://2u.pw/9oE8B.

ثانياً: المراجع

  • توفيق، السيد حسن (2014). مناهج البحث الإعلامي.ط1، ص75، دار الشـروق للطباعة والنشـرو والتوزيع، القاهرة، جمهورية مصر العربية.

  • العاسمي، عاهد عايش (2020). دور التلفزيون السوري في معالجة القضايا البيئية: دراسة تطبيقية على برنامج البيئة والإنسان. مجلة الجنان، مركز البحث العلمي، ع13، قطر.

  •  عكه، زكريا (2018م). "الإعلام والتنمية المحلية في الجزائر.. الخلفيات والأبعاد". المجلة العربية للآداب والدراسات الإنسانية، ع5، الجزائر.

  • القحطاني، خالد (2019). اتجاهات الإعلام المناطقي السعودي نحو خطط التنمية المستدامة في ضوء رؤية 2030. المؤتمر الإعلامي السنوي الثامن/ الإعلام والتنمية في ضوء رؤية 2030، الرياض، المملكة العربية السعودية.

  • القطان، إمام شكري (2018). معالجة البرامج الحوارية بالتلفزيون المصري لاستراتيجية مصـر للتنمية المستدامة 2030: دراسة مقارنة بين القناتين الثانية والعاصمة الأولى. المجلة العلمية لبحوث الإذاعة والتلفزيون، ع16، القاهرة، جمهورية مصر العربية.

  • لولو، عبد الغني (2019). المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة في التلفزيون الجزائري: دراسة تحليلية لحصة البيئة والمجتمع. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مج5، ع10، الجزائر.

  • أمين، رضا عبد الواجد (2008م). "دور وسائل الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي". ص6، مؤتمر التنمية المستدامة في العالم الإسلامي في مواجهة العولمة. رابطة الجامعات الإسلامية والبنك الإسلامي للتنمية.

  • أيوب، المعوشي (2016م). "اشكالية التنمية المستدامة في العالم العربي". ص22، دار أفكار للنشر، لبنان.

  • Banda, Fackson (2015). "Teaching journalism for sustainable development: new syllabi". Series title: UNESCO series on journalism education. Collation.

  • Barkemeyer, Ralf and GiVry, Philippe and Figge, Frank (2017). Trends and patterns in sustainability attention. Environment and Planning C: politics and Space, 1-26.

  • Ismail Sheikh, Ahmed (2016). Development Journalism and Its Potential Contribution to the State Building: The Case of Somalia. Department of Mass Communication, Qatar University.

  • Michael Mccluskey (2014). "ASEF Media Handbook: Sustainable Development Reporting for Journalists". p9, 9th ASEF Journalists’ Colloquium   9–12 November 2013 Gurgaon, India.

  • Schmidt, A., Ivanova, A., & Schäfer, M. S (2013). Media attention for climate change around the world: A comparative analysis of newspaper coverage in 27 countries. Global Environmental Change, 23(5), 1233–1248.

Untitled-5-01.png
bottom of page