top of page

نظريات الاعلام الرقمي المعاصرة

Aug 16, 2023

وعد المومني
نظريات الاعلام الرقمي المعاصرة

المقدمة 

    شَهِدَ العالم منذ عقود قليلة تطوّراً علمياً وتكنولوجياً في شتى الوسائل والإمكانات، منها وسائل الاعلام والاتصال، ليصبح هذا العالم مجتمع إلكتروني متناهي الصغر، خاصة مع تطور الأقمار الصناعية وشبكة المعلومات الدولية، حيث عملت هذه الوسائل على اختصار حواجز الزمان والمكان مع سهولة استقبال محتواها من قِبَل شعوب العالم. 

    وقد أفرزت التطورات التكنولوجية في مجال الاتصال نمطاً اعلامياً جديداً يسمى الإعلام الرقمي "الافتراضي"، الذي استفاد من ثورة عالم الانترنت، ليكون وسيلة حديثة لنقل الرسالة الاعلامية إلى الجمهور على نطاق واسع، عبر مختلف وسائطه الاتصالية لكونه منبراً للعديد من فئات المجتمع، فمن خلاله يتم تحرير مواقفهم والتعبير عن آرائهم باستخدام الصور والأشكال والرسومات مع إمكانية التعليق على مختلف الأخبار والتفاعل مع مضامينها. 

    ويعد الإعلام الرقمي الوجه الأبرز لاندماج تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وهو الأمر الذي أحدثت تحولات في مختلف ميادين الحياة بشكل عام، والميدان الإعلامي بشكل خاص ، ليشكّل تخصصاً قائماً بحد ذاته له مرتكزاته النظرية وممارساته العملية، و جمهوره الذي يتسم بخصائص اتصالية مُغايرة عن باقي وسائل الاتصال المختلفة مسهما في بناء بيئة إعلامية رقمية لها طابعها المميز في سياق تبنى العديد من الدول سياسات التحول الرقمي (حسام، 2022). 

مفهوم الاعلام الرقمي 

    هو مجموعة من الأساليب والأنشطة الرقمية الجديدة التي تمكننا من إنتاج ونشـر المحتوى الإعلامي وتلقيه، بمختلف أشكاله من خلال الأجهزة الإلكترونية المتصلة أو غير المتصلة بالإنترنت في عملية تفاعلية بين المرسل والمستقبل (قوعيش، 2017). 

عوامل ظهور الإعلام الرقمي 

    أدّى المشهد الإعلامي المتغير بشكل جذري بفعل التطور التكنولوجي والثورة الرقمية المستمرة، لتخطي الحدود بين مصادر المعلومات ومستهلكي هذه المعلومات، وأتاح للأفراد والجماعات فرصاً جديدة لممارسة الفعل الإعلامي وبناء شبكات عمل تنتج وتنشـر منتجات إعلامية سواء على المستوى المحلي أو الدولي وفي ظل تطبيقات الويب، حيث أن هنالك عدة عوامل ساعدت على ظهور الاعلام الرقمي، من أهمها(الهواري وعبد الغني، 2022): 

  1. التطوّر التكنولوجي: حيث أن تقدم التكنولوجيا وخاصة تطور تقنيات الاتصال وشبكات الإنترنت كان له دور كبير في ظهور الإعلام الرقمـي، إذ توفر البنية التحتية التكنولوجية للاتصالات السـريعة والعالمية قدّمت فرصًا لنقل المعلومات والوصول إليها عبر الإنترنت بسهولة. 

  2. العامل السياسي: ويتمثّل في الاستخدام المتزايد لوسائل الاعلام من قِبل القوى السياسية بهدف إحكام قبضتها على سير الأمور والمحافظة على استقرار موازين القوى في عالم مليء بالنزاعات والتناقضات. 

  3. العامل الاقتصادي: ويتمثّل في عَولمة الاقتصاد وما يتطلب من إسراع حركة السلع ورؤوس الأموال وهو ما يتطلب بدوره الإسراع في تدفق المعلومات، وليس هذا لمجرد كون المعلومات قاسماً مشتركاً يدعم جميع النشاطات الاقتصادية دون استثناء، بل لكون المعلومات سلعة اقتصادية في حد ذاتها تتعاظم أهميتها يوماً بعد يوم، بقول آخر إن عولمة نظم الإعلام والاتصال هي وسيلة القوى الاقتصادية لعولمة الأسواق وتنمية النزعات الاستهلاكية من جانب وتوزيع سلع صناعة الثقافة من موسيقى وألعاب وبرامج تلفازية من جانب آخر. 

النظريات التي استحدثها الإعلام الرقمي 

    حاول العديد من الباحثين في مجال الإعلام تقديم نظريات علمية لدراسة الظاهرة الاتصالية في البيئة الرقمية، حيث تبين من خلال القراءة المتعمقة للعديد من النظريات الاعلامية أن هناك نظريتان بارزتان في موضوع الاعلام الرقمي . 

نظرية التحول الرقمي 

    ويُقصد بنظرية التحوّل الرقمي بأنها نظرية تناقش التأثير الذي يسهم في إحداثه التطور التكنولوجي والتقنيات الرقمية على المجتمعات والاقتصادات،حيث تُشير هذه النظرية إلى أنّ التحول الرقمي يمثّل تغييرًا هيكليًا في الطريقة التي يتم فيها إنتاج وتبادل البيانات والمعلومات، إذ تهدف هذه النظرية إلى فهم تأثير التكنولوجيا الرقمية على المجتمعات والاقتصادات وتوجيه الاستراتيجيات والسياسات للاستفادة من فوائدها والتعامل مع التحديات المرتبطة به (بن طراد وبووزة، 2020). 

    وهو التغيّر المرتبط والمتعلق بتطبيق التكنولوجيا الرقمية في جميع المجالات الاجتماعية الإنسانية،ومن الأمثلة على ذلك الحوسبة السحابية، تلك التي تقلل الاعتماد بشكل كبير على الأجهزة المملوكة للمستخدم، وبالتالي تزيد من الاعتماد على الخدمات السحابية القائمة على المشاركة، كما يوصَف التحول الرقمي على أنه: "التأثير المجتمعي الكلي والإجمالي للرقمنة"، فقد أتاحت الرقمنة عملية التحول الرقمي، والتي أدّت إلى وجود فرص لتحويل وتغيير نماذج الأعمال الموجودة، وأنماط الاستهلاك، والمنشآت الاجتماعية الاقتصادية، والإجراءات القانونية والسياسية، والأنماط المؤسساتية، والحواجز الثقافية (السخاوي، 2021). 

    وتستند نظرية التحوّل الرقمي على فرضية مفادها أنّ وسائل الإعلام تتطوّر كلما ظهرت وسيلة إعلامية جديدة، إذ تقوم كل وسيلة بطريقة أقرب إلى عمل العناصر المشكلة لأي نظام حيوي، حيث يشير تاريخ الوسائل الاتصالية إلى تعايش الوسائل القديمة مع الحديثة، كما أنّ التقارب أو الاندماج بين وسائل الإعلام هو تزاوج ينتُج من تحوّل كل وسيلة على حدةٍ، ولهذا يمكن اعتبار أن وسائل الإعلام الموجودة حديثاً هي نتاج لتفاعلات صغيرة كانت تحدث بين وسائل الإعلام طوال الوقت وبشكل متكرر (أبو بكر، 2018). 

    إنّ التطوّر الكبير الذي حدث في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة هو ما أدّى إلى التحوّل الرقمي، فتقارب وسائل الإعلام القديمة والتقليدية مع وسائل الإعلام الجديدة والمتطورة أدت إلى تحول هذه الوسائل إلى منصّات للنشـر بشكل أساسي، حيث أصبحت كل وسيلة تستخدم إمكانيات الوسيلة الأخرى على نطاق واسع، فأصبحت الصحف المطبوعة تستخدم مواقع تفاعلية متعددة الوسائط وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وهذا يعني قدرتها من استغلال كافة الإمكانات التي أتاحتها وسائل الإعلام الجديدة والاستفادة منها (الدبيسي، 2021). 

    وللتحوّلات الرقمية دوراً بارزاً في تعزيز التنمية البشريـة والاقتصادية والاجتماعية، وذلك لما لها من خصائص متميّزة أكثر كفاءة من وسائل الاتصال التقليدية، فتكنولوجيا التحوّل الرقمي واسعة الانتشار متخطيّة بذلك الحدود الجغرافية والسياسية لدول العالم، كما تمتاز بكثرة وتنوّع المعلومات والبرامج التعليمية لجميع فئات المجتمع أو المنظمات أو المؤسسات والحكومات، ويمكن ذكر أهداف التحوّل الرقمي كالآتي: توفير كم هائل من المعلومات على وسائط رقمية( عبد الغني، 2022) . 

  1. حفظ مصدر المعلومات الأصلي من التلف أو الحذف أو الضياع. 

  2. تسهيل عملية البحث في المجموعات الرقمية واسترجاع المعلومات بوسائل وطرق عديدة. 

  3. تخفيض التكلفة التي تعتمد على الوسائل التقليدية . 

  4. توفير خدمات معلوماتية بتقنيات جديدة، كالترجمة الآلية والخدمة المرجعية الرقمية. 

  5. التحديث المستمر للمعلومات الرقمية وإتاحة معلومات أصلية مرقمنة . 

    وتكاد نظرية التحول الرقمي أن تكون النظرية الوحيدة التي اتفق عليها الباحثون في الاتصال على أنها نظرية في الإعلام الجديد، ومنطلقاتها الرئيسية تتمثل في أن وسائل الإعلام الجديد تظهر تدريجيًا نتيجة للتحول العضوي، وأن وسائل الإعلام تستجيب مثل الأنظمة الأخرى للضغوط الخارجية وتتجه إلى إعادة تنظيم نفسها وتتطور مثل الكائنات الحية لكي تزيد فرص بقائها وعندما يظهر نمط اتصالي جديد ويتطور فإنه يؤثر على مر الزمن وبدرجات متفاوتة في أنماط الاتصال القائمة، ودعمت البحوث القليلة التي تناولت هذه النظرية الأفكار الرئيسة فيها وطورت مفاهيم مثل التحول الرقمي ومفهوم إحلال وسائل الإعلام والإحلال الوقتي والإحلال الوظيفي. 

نظرية الفجوة المعرفية الرقمية 

    يقصد بنظرية الفجوة الرقمية نَمَط من فجوة المعرفة ولكن في الفضاء الإلكتروني ويستخدم لوصف الاختلاف بين الأفراد والجماعات والدول في القدرة على الوصول واستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة، وينظر الباحثون إلى متغيّر الوصول إلى الإنترنت باعتباره متغيرًا واحدًا ضمن متغيرات تؤثر في الفجوة الرقمية مثل جودة الاتصال بالإنترنت وتوافر الخدمات المساندة لاستخدام الإنترنت وتكلفة الاتصال بأسعار معقولة، كما يشير مفهوم الفجوة الرقمية إلى تفاوت القدرة بين أفراد المجتمع على امتلاك التجهيزات التقنية والفنية اللازمة للدخول على شبكة الانترنت واستخدامها وذلك بفعل الانتشار التدريجي للإنترنت منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وحتى الآن (الشامي، 2023). 

    وتُعتبر نظرية الفجوة الرقمية من نظريات التأثير التي حظيت باهتمام كبير في دراسات شبكات التواصل الاجتماعي نظرية الفجوة الرقمية التي تعد من النظريات التي استخدمت في دراسات وسائل الاعلام الجديد والتي تتمثل في بلورة الرقمية الاعلامية وهو المفهوم الذي أصبح يستخدم لوصف الاختلاف بين الأفراد والجماعات والدول في الوصول إلى القُدرة على استخدام وسائل الاعلام الجديدة(القعاري، 2020). 

    وتتشكل الفجوة الرقمية بين سكان الدولة الواحدة، فقد يعيق الوصول إلى المعلومات الرقمية الحواجز اللغوية أو عدم وجود محتوى ثقافي يتناسب مع ثقافة بعض المستخدمين، فرضيات نظرية الفجوة الرقمية قامت نظرية الفجوة الرقمية على خمس فرضيات مفادها أنه ( الأحمد وعمر. 2018): 

  1. يفضـي التفاوت الطبقي في المجتمع إلى توزيع غير عادل للموارد. 

  2. التوزيع غير العادل للموارد يفضـي بدوره إلى تفاوت معدلات إتاحة التقنيات الرقمية بين الافراد. 

  3. تفاوت معدلات إتاحة التقنيات الرقمية ترتبط ارتباطاً مباشراً بسمات وخصائص التقنيات الرقمية ذاتها. 

  4. تفاوت معدلات إتاحة التقنيات الرقمية يفضـي إلى تفاوت مستويات المشاركة المجتمعية لأفراد المجتمع. 

  5. تفاوت مستويات المشاركة المجتمعية يفاقم بدوره إشكاليتي التفاوت الطبقي والتوزيع غير العادل للموارد. 

    وتُشير التوجّهات البَحثية في هذا المجال إلى أنّ تزايد الفجوة الرقمية بين الدول قد يقود إلى إمكانية ظهور دعوات في المُستقبل لإنشاء نِظام عالمي رقمي جديد، على غِرار النظام العالمي الإعلامي الجديد الذي ثار حوله الجدل في سبعينات القرن الماضي وقَبل ظهور وسائل الإعلام الجديدة، إذ لم تُعد الفجوة تقتصـر على الانتشار غير المتوازن للإنترنت ووسائل الاعلام الجديدة في دول العالم وإنما تشمل أيضاً متغيرات أخرى مثل ضعف الاتصال وارتفاع التكلفة وانخفاض الجودة وصعوبات الحصول على المساعدة الفنية والوصول إلى المحتوى المدفوع في الدولة الفقيرة (الشامي، 2023). 

الخاتمة 

    على مدى العقود الأخيرة، شهد العالم تطورًا علميًا وتكنولوجيًا مذهلاً في مختلف المجالات، بما في ذلك وسائل الإعلام والاتصال، وقد أدى هذا التطور إلى تشكيل مجتمع إلكتروني متناهٍ الصغر، خاصة مع تقدم تقنيات الأقمار الصناعية وشبكة المعلومات الدولية، إذ تساعد هذه الوسائل في تقليل حواجز الزمان والمكان وتيسير استقبال المحتوى الذي يقدمها لشعوب العالم. 

    وقد يستفيد الإعلام الرقمي من ثورة عالم الإنترنت ليصبح وسيلة حديثة في نقل الرسالة الإعلامية إلى الجمهور على نطاق واسع، من خلال مختلف وسائط الاتصال المتاحة، كذلك يعد الإعلام الرقمي منبرًا لفئات متعددة من المجتمع، حيث يتيح لهم التعبير عن آرائهم وتحرير مواقفهم باستخدام الصور والأشكال والرسومات. كما يمكنهم التعليق على مختلف الأخبار والتفاعل مع محتواها. 

    علاوةً على ذلك، يُساهم الإعلام الرقمي في تشكيل الرأي العام والتأثير على القضايا الاجتماعية والسياسية، كما يعزز التواصل والتفاعل بين الأفراد، ويعمل كأداة لنقل الرسالة وتبادل المعلومات على نطاق واسع، ولهذا يمكن اعتبار الإعلام الرقمي تطورًا هامًا في مجال الإعلام والاتصالات، حيث يوفر فرصًا جديدة ومبتكرة للوصول إلى المعلومات والتواصل، ويساهم في تعزيز التفاعل والتواصل الاجتماعي. 

النتائج 

  1. تكمُن قوة الإعلام الرقمي في قدرته على الانتشار السـريع والوصول إلى جمهور عالمي واسع. 

  2. يتميّز الإعلام الرقمي بالقدرة على تخصيص المحتوى وتلبية اهتمامات واحتياجات الجمهور المستهدف بشكل فردي. 

  3. نتج عن التطورات التكنولوجية في مجال الاتصال ظهور نَمَط إعلامي جديد يُسمى الإعلام الرقمي "الافتراضي". 

  4. ظهور نظريتان بارزتان في قطاع الإعلام الرقمي كنظرية التحول الرقمي ونظرية الفجوة الرقمية المعرفية. 

قائمة المصادر والمراجع

  •  أبوبكر، أسماء. (2018). النماذج والأطر النظرية لبحوث الاعلام الجديد. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، مج17، ع4. 

  • الأحمد، أحمد وعمر، ماجدة وهديب، أمجد. (2018). الفجوة الرقمية كإحدى المشكلات الأخلاقية المعاصرة. دراسات، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية، مج45، ع2. 

  • أحمد، هبه وربيع، آمال. (2022). نظريات فلسفة الاعلام وتطبيقاتها في عصـر التحول الرقمي. مجلة كلية التربية، ع28، ج3. 

  • بن طراد، وفاء و بووزة، باية. (2020). الأطر النظرية المفسـرة للإعلام الشبكي بين الفعالية والمحدودية. مجلة معالم للدراسات الاعلامية والاتصالية، مج1، ع1. 

  • حسام، منصور. (2022). الإعلام الرقمي مفهومه وسائله، نظرياته. مجلة بحوث ودراسات في الميديا الجديدة، مج3، ع2، 87- 104. 

  • الدبيـسي، عبد الكريم. (2021). الإعلام الرقمي وتحديات الذكاء الاصطناعي. دار المسيرة للنشـر، عمان- الأردن. 

  • السخاوي، عايدة. (2021). الاتجاهات الحديثة في بحوث نظريات الاعلام في العالم. المجلة المصرية لبحوث الاعلام، ع75. 

  • الشامي، علاء. (2023). محددات ظاهرة الفجوة الرقمية وتأثيراتها الاجتماعية في المجتمع المصـري. المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال، ع39. 

  • عبد الغني، سناء. (2022). انعكاسات التحول الرقمي على تعزيز النمو الاقتصادي في مصـر. مجلة السياسة والاقتصاد، مج15، ع14، 1-37. 

  • القعاري، محمد. (2020). المداخل النظرية في دراسات الاعلام الرقمي. مجلة علوم الاتصال، ع6. 

  • قوعيش، جمال الدين. (2017). التربية الإعلامية والاعلام الرقمي: مبحث في التحديات والاستراتيجيات. مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الانسانية، مج2، ع3. 

  • الهواري، شيماء وعبد الغني، مي. (2022). الإعلام الرقمي الأسس النظرية والممارسات المهنية وحدود التلقي. المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية.

whatsApp.Icon-01.png
bottom of page