كيف يمكن للتربية الإعلامية أن تلعب دوراً ناعما في مكافحة خطاب الكراهية؟
التربية الإعلامية تلعب دوراً في تعزيز مهاراة التفكير النقدي في التعامل مع المعلومات في وسائل الإعلام. ومن جانب آخر، يمثل خطاب الكراهية تحديا وعاملاً سلبياً يمكن أن يقوض جهودنا في تعزيز ثقافة التربية الإعلامية...
Jun 21, 2023
أيهم العتوم

التربية الإعلامية تلعب دوراً في تعزيز مهاراة التفكير النقدي في التعامل مع المعلومات في وسائل الإعلام. ومن جانب آخر، يمثل خطاب الكراهية تحديا وعاملاً سلبياً يمكن أن يقوض جهودنا في تعزيز ثقافة التربية الإعلامية. ولذا من المهم توعية المجتمعات بمخاطر مكافحة خطاب الكراهية وتوعيتهم من آثاره السلبية على المجتمع. يعتبر تعزيز ثقافة الحوار ضرورة مجتمعية، وهي أحد الأدوات الفعالة لتعزيز ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية وتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتميز بين المحتويات المهنية والمحتويات التي قد تنطوي على خطابات كراهية.
كما أن التركيز على التمكين المعرفي الثقافي وتعزيز مهارات التفكير النقدي يساعدان في تطوير القدرات الفكرية للأفراد والمؤسسات، ويساعدهم على التفكير بطريقة تحليلية أثناء تعاملهم مع الأخبار والمعلومات المختلفة التي تعترضهم في وسائل الإعلام. تعزيز روح التسامح والتعاون وتكريس مفاهيم الحوار والتفكير الآمل تعتبر روافع مهمة تقود لتحولات إيجابية في المناخ المعلوماتي العام للمجتمع، وبالتالي يمكن حماية الأفراد والمجتمعات من تداعيات خطاب الكراهية وما يتسبب به من انقسامات. ولذلك، من المفرض أن تتحمل مؤسسات التنشئة التربوية والثقافية والمجتمعية مسؤولية تنمية ثقافة التربية الإعلامية وتطويرها باستمرار لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.
الوعـي الإعلامـي للفـرد يلعـب دورا محوريا فـي تنظيم كمية المعلومات التي يستقبلها وقدرته على التحقق من مصداقيتها في الحد من انتشار خطاب الكراهية والتأثير السلبي الذي قد يترتب عليه من جميع النواحي مع التركيز على أهمية حرية التعبير جبتا إلى جنب مع احترام فكرة التعددية والإختلاف. بإمكاننا اتباع العديد من السياسات والإجراءات الداعمة للتربية الإعلامية والتي تساهم في محاربة خطاب الكراهية وتقليل تأثيره السلبي على المجتمع. فالتربية الإعلامية تعد جزءًا حيويًا من التعليـم الحديـث وتعـزز القـدرة علـى التفكيـر النقـدي والتعامـل بشكـل صحيح وموضوعي مع المعلومات. ينبغي علينا تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والإعلامية والحكومية والمجتمع المدني.
ومن أجل ذلك، يتعين علينا تحسين الثقافة الإعلامية والتعليمية عمومًا، وتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية للجميع، وتعزيز التوعية بأهمية التعليم الإعلامي وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل المخصصة لهذا الغرض، وكذلك تنظيم الحملات الإعلامية التي تعزز القيم الإيجابية وتشجع على التفاعل الإيجابي في المجتمع.