يتيـح الهاتـف الذكـي، العديد مـن الخدمات التقنية التي يتم استخدامـها فـي كثير من المجالات ولعل أبرزها تلك المتعلقة بالمجـال الإعلامـي؛ وهنا يتبيـن لنا أن الهواتـف الذكيـة أدت دوراً مهماً فـي تمكيـن المؤسسـات الصحفيـة والصحفيين من التغلب على بعض تحديات إنتاج المحتوى الإعلامي.

         هذا وتعتبر صحافة الهاتف الذكي رؤية إعلامية جديدة، يعتمد عليها العمل الصحفي بشكل متزايد، فلم يعد يتطلب من الصحفي لممارسة عمله والولوج في عالم الصحافة سوى هاتف ذكي وبعض البرامج والتطبيقات وتعلم مهارات استخدامها في إنتاج المحتوى الاخباري و تحريره ونشـره عبر شبكات التواصل الإجتماعي أو عبر وكالات الأنباء المتنوعة، ومن مميزات هذه الصحافة : قلة التكلفة، والتفاعلية والفورية.

         وهناك أمثلة عديدة علـى استخدامات الهاتف الذكـي في مجــال الإعلام والإنتاج، نذكــر منها: فيلم (أنساين - Unsane) الذي عمل المخرج الشهير ستيفن سودربيرغ عليه وقام بتصويره بالكامل بعدسة كاميرا الهاتف الذكي، وضاهت جودته الإنتاجات الهوليوودية؛ وفي هذا المقال تستعرض الباحثة الخدمات التي تقدمها الهواتف الذكية في مجال إنتاج التقارير الإخبارية، وكذلك الحديث عن الملحقات المساندة لهذه الهواتف، ودورها في إثراء وإنتاج التقارير الإخبارية.

الخدمات التي تقدمها الهواتف الذكية للصحافة

         تساعد الهواتف الذكية الصحفيين وتزودهم بالعديد من الخدمات التي تسهل عليهم إنتاج المحتويات الإعلامية المتنوعة (منصور، 2022) (بن صغير، 2020، 775) ومنها:

1. خدمة البحث عن المعلومات: أصبح الهاتف اليوم وسيلة سهلة وسريعة للبحث عن مصادر المعلومات المتنوعة، ونظراً لقلة المؤسسات الإعلامية التي تمتلك موظفين متخصصين في البحث عن المعلومات رغم أهمية هذه الوظيفة في عصـر الهواتف الذكية والدور الكبير الذي تؤديه في مساعدة الصحفي في الوصول إلى المعلومة السليمة والصحيحة بشكل سريع وتجنبه الغرق في بحر المعلومات الموجودة في الأرشيف؛ فمن المهم أن يقوم الصحفي بتطوير مهاراته وقدراته البحثية في الحصول على المعلومات التي تفيد مجاله وتحقق النجاح لمؤسسته الإعلامية.

   وكذلك يعد الحصول على الأدوات الإعلامية المساعدة مثل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف للمصادر العالمية من أي مكان وبدون تكلفه تُذكر وبطريقة تساعد الصحفي في الاستفادة منها وتوثيقها وتصنيفها من أهم ما يذلل الصعاب أمام العمل الإعلامي، بالإضافة إلى الحصول على فيض متدفق ومتجدد من الأخبار من مصادر متعددة وبلغات متباينة وبسرعة فائقة.

2. خدمة نقل المادة الإعلامية بسهولة: يعد الهاتف الذكي أداةً حديثة تخدم الإعلام الجديد الذي يعتمد على العديد من التقنيات المتنوعة والمتفاوتة في بث ونقل المادة الإعلامية، ومن الأمثلة عليها: عرض الصور والصوت والفيديو والنصوص المختلفة، حيث ساعدت الصحفيين في توظيفها في تغطية وإنتاج أعمالهم الإخبارية.

3. خدمة التصوير بالهاتف والتغطية الإعلامية: تتيح الهواتف الذكية سهولة في تغطية المادة الإعلامية وبثها مباشرةً من مكان الحدث  عن طريق تصويرها عبر الهاتف دون عناء، ومن ثم معالجتها و تحليلها و كتابتها بنفس الجهاز مع إمكانية تخزينها واسترجاعها في أي وقت عن طريق الشبكات الرقمية المختلفة.

ملحقات الهواتف الذكية المستخدمة في الإنتاج الإخباري

         هناك مجموعة مـن المعدات التـي يستخدمها الصحفـي في إنتـاج المحتوى الإخباري والتغطية الإعلامية يقوم بجمعها في حقيبة واحدة يمكن تسميتها (استوديو متنقل)، وليس من الضروري أن يمتلك جميع هذه المعدات والملحقات فيمكنه العمل ببعضها للحصول على نتائج مُرضية، ومن هذه الملحقات (العطار، 2019):

1. الميكروفونات التقليدية المحمولة Handheld microphones: تستعمل في تسجيل المقابلات للحصول على صوت طبيعي عالي الجودة.

2. الميكروفونات اللاسلكية Wireless recording: يمكن استخدامها للتسجيل من مسافات بعيدة، أو تصوير مشاهد بها حركة، حيث يتم وضع الميكروفون على ملابس الشخص الذي تسجل معه، وتوصيله بجهاز إرسال transmitter وتوصيل هاتفك الذكي بجهاز الاستقبال – receiver.

3. الإضاءة الصناعية Artificial lights:  عبارة عن فلاش صغيـر يتـم تركيبه علـى  الهاتف أو يثبت بالـ Tripod  لتوفير إضاءة جيدة عند التصوير، و يمكن التحكم بشدة الإضاءة و درجاتها حسب الرغبة.

4. حامل ثلاثي القوائم Tripod: يساعد استخدام الحامل في أخذ لقطات فيديو ثابتة وصوراً أكثر وضوحاً.

5. عصا السيلفي Selfie sticks: يمكن استخدامها للتنويع في لقطات الكاميرا.

دور صحافة الهاتف الذكي في إثراء وإنتاج التقارير الإخبارية

         في ظل الدور الكبير الذي تقوم به صحافة الهاتف الذكي في مجال الإعلام، سواء كونها وسيطاً إعلامياً مؤثراً لكثير من المستخدمين، أو لإسهامها في مجال إنتاج المحتوى الإعلامي بكل سهولة ويسر وسرعة، فإنه ليس هناك من شك أنها أصبحت تفرض نفسها على الساحة الإعلامية؛ فالجمهور الجديد لا يجلس أمام شاشات التليفزيون، ولا يشتري نسخة ورقية من صحيفة؛ بل يقضي معظم وقته على الشبكات الاجتماعية والإنترنت، حيث يتفاعل مباشرة مع صانعي الأخبار، ويتأثر بهم ويؤثر بشكل كبير على الطريقة التي تقدم بها هذه الأخبار في المؤسسات والشركات الإعلامية.

         وبشكل عام، فإن صحافة الهاتف الذكي قد أعطت مجالاً جديداً متنوعاً للصحافة المرئية في مواجهة وسائل الإعلام الأخرى، وأسهمت بشكل كبير في سرعة وسهولة تداول الأخبار بأشكالها وقوالبها كافة؛ مما يمثل طفرة إعلامية جديدة بكل المقاييس. لكن من المهم، أن يكون لدى ممارس العمل الصحفي، القاعدة المعرفية التي تساعده في استخدام هذه التقنيات، والأسلوب التحريري الجديد، فمن الضروري في هذه المرحلة، أن يكون ملماً بالعمل التقني قدر إلمامه بالعمل الصحفي، إن لم يكن أكثر، إذ سيكون لزاماً عليه أن يكون متابعاً لجديد التقنية، وملماً بالكثير من جوانبها؛ فهو لم يعد الصحفي الذي يقدم مادته، وينتهي دوره عند طاولة المحرر؛ وسيكون على الصحفي إعداد مادته الصحفية، وتحريرها، واختيار الصور، والعمل على مجموعة من التطبيقات الخاصة بالصور، والصوت، والفيديو، قبل تقديمها للنشر.

الخاتمة:

         شكلت صحافة الهاتف الذكي وما زالت تشكل جزءاً أساسياً في العمل الصحفي وذلك نظراً لمميزاتها مثل: المرونة والتفاعلية والسـرعة في نقل الأخبار بأشكالها وقوالبها كافة، بالإضافة إلى الخدمات الجيدة التي تقدمها كالسـرعة في البحث عن المعلومات ونقل المادة الإعلامية وتغطيتها من مكان الحدث بطرق أكثر سهولة من خلال تصويرها عبر الهاتف دون وجود صعوبات؛ ومن هنا يمكن استنتاج مايلي:

1. أنّ استخدام الهواتف الذكية سهل من عملية إنتاج التقارير الإخبارية وعمل على توفير الوقت والجهد والتكلفة المادية التي كانت تحتاجها عملية إنتاج التقارير الإخبارية من خلال الكاميرات التقليدية.

2. أن دور الصحفي في صحافة الهاتف الذكي لا ينتهي عند طاولة المحرر فقط، بل يقوم بإعداد المادة الصحفية وتحريرها واختيار الصور وتقديمها لوكالة الأنباء أو نشرها بالاعتماد على جهازه الصغير دون الحاجة إلى معدات تصوير كبيرة الحجم.

      ومن هنا يمكن التركيز على أنّ هذا العصر الذي نعيشه يحتم على الصحفي السعي وراء التعليم الذاتي من أجل مواكبة التحولات والتطـورات في أدوات الإنتاج وأشكاله وطرائق الاستهلاك الأكثر انتشاراً، مما يساعد على تقديم أعمال صحفية مواكِبة للعصر الرقمي.

 المراجع

• منصور، حسام. (2022). صحافة الموبايل.. رؤية إعلامية جديدة.

• بن صغير، زكرياء. (2020).خدمات صحافة الموبايل وتأثيراتها على الممارسة الإعلامية.

• نور، عزيزة محمد . (2020). استخدام الهاتف المحمول في إثراء محتوى الإعلام.

• شاهين، سناء يوسف. (2017). دراسة على عينة من الإعلاميين العرب بدولة الإمارات العربية المتحدة.

• حميض، شهد طارق . (2017). واقع تصميم واجهات المستخدم في تطبيقات الهواتف الذكية.

• العطار، أحمد. (2019). لصحفيي الموبايل.. كيف تؤسسون استديو متنقلاً داخل حقيبتكم؟، شبكة الصحفيين الدوليين.

• انظر:  Salah Mohamed Salih,Op,cit,2017,p.7.