نظرية الصراع الاجتماعي
Oct 10, 2023
دعاء نجيب

لا يكاد يخلو مجتمع من الصراعات مهما كان نوع وطبيعة وحجم ذاك الصـراع، فالصـراع صفة ملازمة للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فقد وضح كولينز أن الصراع هو القوة المحركة للحياة التي تتجلى في صورة صراعات لا تتوقف ابداً، وتأخذ صورتها في الصـراع على المناصب، والصـراع على الموارد المادية والمعنوية، والصـراع على السلطة، والصراع من اجل السيطرة على اهتمام الأفراد في المجتمع، كما يرى كولنيز أن الناس يعيشون في عوالم ذاتية أنشأوها بأنفسهم، وأن بعضهم يمتلك القدرة على التأثير والسيطرة، وهم في سياق ذلك يحاولون فرض سيطرتهم وهيمنتهم على معارضيهم، الأمر الذي يؤدي إلى حتمية نشوب الصراعات بين الأفراد والمجتمعات في مجال البحث عن المزيد من القوة والموارد.
والمجتمع يشكل شبكة من جماعات المصالح التي تتأرجح دائماً في حركة من التحالفات المتغيرة وفقاً لتغاير المصالح وتوزع الموارد، والصراع يشمل جوانب متعددة، وظواهر اجتماعية مختلفة تجري على صورة تفاعلات ملموسة ومجردة، بل يشمل النظام الاجتماعي الطبيعي للحياة اليومية مثل الطقوس الدينية الاجتماعية التي تتميز من خلالها الجماعات، والقواعد التي تحكم شرعية النشاطات البشرية المختلفة، الدينية والعرقية والسياسية والاقتصادية والجنسية والنظم الايمانية، وبالتالي فإن اصل الصراع يكمن في التوزيع المُجحف للموارد وتضارب المصالح الذي يتأصل في حياة الأفراد والجماعات، ويتجلى في نزعة الأفراد في الحصول على أقصـى قدر من الثروة والسلطة والمكانة وانتزاعها، مما يضعهم في مواقع الصراع مع الآخرين، ويأخذ هذا الصراع مساراته في اتجاه المنافسة على الموارد والسلطة والقوة التي تشكل بذاتها الأداة الأنجح في الحصول على الموارد المادية والمعنوية، ولأن تضارب المصالح أمر حتمي فإن الصـراع الاجتماعي سيكون حتمياً بالضرورة، وهذا يعني في نهاية المطاف ان التوزيع غير المتكافئ للموارد والثروات يؤدي إلى تعارض محتمل بين أولئك الذين يتحكمون في توزيعها وأولئك الذين يحرمون من عدالة توزيعها.
فمن الطبيعي أن يواجه الفرد الكثير من صور الصراع المتباينة، فقد يواجه صراع مع ذاته بين طموحاته وقدراته واستعداداته، كما قد يعاني من صراع نتيجة لعلاقاته مع الآخرين أو بسبب الأنظمة الإدارية التي يتعامل معها كما قد يواجه صراعات مع البيئة الخارجية، وتعامل الفرد مع هذه المستويات المختلفة من الصراعات يولد أثاراً مختلفة على الفرد نفسه وعلى التنظيم.
فظاهرة الصـراع تسود مختلف المؤسسات والمنظمات، وغير ممكن أن تكون هناك علاقات اجتماعية تحت بناء تنظيمي واحد يسود التفاهم والتوافق، وهو ليس بالأمر الخطير بحيث أن هذه الصراعات ليس في مجملها وضع سلبي، فيمكن أن تكون هناك صراعات ايجابية والتي بدورها تتدخل فيها الادارة بمجموع أساليب معينة بما يخدم المؤسسة وأهدافها، فعلى الإدارة أن لا تقف مكتوفة الأيدي أمام الصـراعات القائمة في التنظيم بل يجب ان تتدخل وهذا يتطلب من الإدارة امتلاك المهارات السلوكية اللازمة للتعامل مع الصـراعات بين العاملين، واستخدام أساليب متعددة مثل (التنافس، التعاون، التجنب، التسوية....) لإدارة هذه الصـراعات والتدخل بين الأفراد والجماعات لإعادة التوازن المطلوب للتنظيم ككل.
والصـراع هو شكل من أشكال التفاعل الشخصي الديناميكي المكثف بين طرفين أو أكثر، تربطهما علاقة اعتماد متبادل، وهو ينتج عن بروز قدر من الاختلاف وعدم التوافق في الرؤى والمصالح والأهداف والتوجهات، والصـراع في بعده الاجتماعي يمثل نضالاً حول قيم أو مطالب أو أوضاع معينة، أو قوة أو حول موارد محدودة أو نادرة، ولا يكون الهدف متمثلاً فقط في كسب القيم المرغوبة بل في الحاق الضرر أو إزالة المنافسين أو التخلص منهم، فالصراع في مثل هذه المواقف يمكن أن يحدث بين الأفراد أو بين الجماعات أو بين الأفراد والجماعات معاً، فحقيقة الصراع بحد ذاته سمة من سمات الحياة الاجتماعية.
أما الصـراع الاجتماعي في مفهوم رالف داهرندوف (Dahrendorf Ralf ) يحدث نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين، ويحدث أيضاً نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية أو كليهما معاً، أما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة أو كبيرة كالعشائر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والأمم. وتتجلى الفكرة الأساسية في القول أن قضية الصـراع بين المجموعات البشـرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الإنسانية والعلاقات السائدة بينها، ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية([1]):
ثمة ما يُسمى بـ "الرموز الثقافية"، وهو نوع من الأسباب التي تؤدي إلى انسجام بين البشـر أو إلى خصام، والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية، فمن له الحق في السلطة وتملكها؟ ولماذا، هو سؤال يسمح بنشوب صراع.
من وجهة نظر ماركسية فإن قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيراً بنيوياً في أثارة الصـراعات الاجتماعية طالما إن هناك توزيع غير عادل للثروة، كما الصـراع الذي كان في الدولة الشـرق والغرب، فصـراع الشـرق والغرب هو أكبر حقيقة سياسية تخيم على العالم المعاصر الذي نعيشه ونتفاعل معه، ولقد أصبح هذا الصـراع من الشمول والتغلغل بحيث أنه تحول إلى جزء من الحياة اليومية والتفكير اليومي الاعتيادي لكل البشر.
مفهوم نظرية الصراع الاجتماعي
نظرية الصـراع الاجتماعي تُعد من بين النظريات الهامة التي قد أظهرت وجود حالة من عدم الرضا عند الإنسان خاصة فيما يتعلق بالرضى حول الموارد المادية او السلطة والدخل الخاص بالإنسان وعن المحيط الاجتماعي المتواجد في نظرية الصـراع فيشمل العديد من الجماعات سواء إن كانت تلك الجماعات صغيرة أو كبيرة، والجدير بالذكر أن علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا قدموا بعض التعريفات الخاصة بنظرية الصراع والتي من بينها([2]):
تعريف رالف داهرندوف الذي يدل على ان الصـراع الاجتماعي هو مجموعة من العلاقات بين الأفراد ببعضهم البعض والذين يشتكون من الكثير من الاختلافات في الاحداث.
وقد وضح لويس كروز عالم الاجتماع الأمريكي أن نظرية الصراع الاجتماعي مجابهة كبرى حول القيم، والرغبة في أن تمتلك الشخص. وبالتالي فإن نظرية الصـراع الاجتماعي هي مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة أو الموارد النادرة.
نشأة نظرية الصراع الاجتماعي
في منتصف القرن التاسع عشـر عام 1848م شهد العالم نشأة نظرية الصـراع الاجتماعي على يد الفيلسوف والاقتصادي الألماني كارل ماركس، وقد ساهمت نشأة نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس في إحداث تغييرات عديدة في فهمنا للمجتمع والتاريخ، فكان ماركس بذلك واحداً من أهم الشخصيات في تاريخ الفلسفة والاقتصاد وعلم الاجتماع، فعلى الرغم من الانتقادات العديدة التي وجهت إلى النظرية الماركسية إلا أنها ظلت محل نظر واهتمام من قبل الكثير من الفلاسفة والاقتصاديين، وان لم يبدوا اعجابهم بها، فقد أشار ماركس إلى أن المجتمعات تظل في حالة صراع دائم بين طبقاتها المختلفة، والسبب في هذا الصـراع يرجع إلى احتكار المال في يد فئة واحدة من فئات المجتمع، واستحواذهم عليه، وقد كانت هذه الفكرة من أهم الاسباب التي ساهمت في نشأة نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس، إلى أن تطورت واتخذت المبادئ الاشتراكية أساساً لها، وتوالت العديد من الدول الكبرى بتطبيق مبادئ وأسس نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس([3]).
وقد عمل ماركس في بناء نظريته على أساس جدلي (مادي)، معتمداً على البيانات التاريخية والموضوعية في عصـره، لكن النظام الرأسمالي شهد تغيرات موضوعية وفكرية بعد وفاة ماركس، هذا إلى جانب ظهور قراءات خاطئة للماركسية نفسها، كما تجلت هذه لدى من أخذوا بالحتمية الاقتصادية، لذا حاول رالف داهرندورف الذي تأثر كثيراً بالأفكار والمبادئ التي جاء بها كارل ماركس سواء الاجتماعية او الاقتصادية، إلى بناء نظريته المعاصرة حول مفهوم الصـراع الاجتماعي بالاعتماد على إعادة قراءة ونقد الأفكار الاجتماعية والاقتصادية التي قدمتها النظرية الماركسية الكلاسيكية، بالإضافة إلى استيعاب التغيرات التي شهدها المجتمع بعد النظام الرأسمالي وبالأخص في النصف الثاني من القرن العـشرين، حيث ترى الماركسية أن منشأ الصـراع الاجتماعي هو صراع طبقي في المؤسسات الصناعية وذلك بالاعتماد على مقولة ماركس في بيانه الشيوعي عام 1848 "ليس تاريخ المجتمعات سوى صراع طبقي"، إلا أن داهرندورف يعتقد بأن الصراع الحاصل في وقتنا الحالي ليس صراعاً طبقياً كما اعتقد ماركس، حيث أخذ مفهوم الصراع الاجتماعي منحى آخر بناءً على أحداث السياق الاجتماعي وتفاعلاته والتغيرات التي لحقت بالمجتمع بعد النظام الرأسمالي([4]).
وقد شكل الصـراع الاجتماعي موضوعا قديما وجديدا في آن واحد، فهو قديم لأنه ظهر بظهور الحياة الإنسانية عبر كل مراحلها التاريخية، وجديدا لأنه اكتسب طابع الديمومة والاستقرار والتغير بتعدد أشكاله ومظاهره، وهو إضافة إلى هذا يعد موضوعا في غاية الأهمية والتعقيد، إذ أنه من الصعب الفصل بين أشكاله ومستوياته، مظاهره وأنماطه ومجالاته، وبين طبيعته وعوامله ضمن مجتمع واحد في غضون فترة زمنية محددة.
تترجم تبعا لذلك رغبة وطموح الأفراد والجماعات والمجتمعات الدولية الكلاسيكية منها والمعاصرة في تحصيل ظروف معيشية أفضل، وحياة إنسانية هادئة مستقرة بشفافية في إرادتها الفعلية الساعية نحو انتزاع بذور الشقاق والتصدع، ومعالجة مختلف صور ومظاهر الانحراف والصراع الاجتماعي، انطلاقاً من ضرورة معرفة جوهر التعارض، وتحصيل فهم أعمق لطبيعة الشخصية الإنسانية في إطارها الاجتماعي، ولتحقيق ذلك لا بدا من الخوض في غمار البحث والدراسة والتنقيب في هذا الموضوع، باعتباره ظاهرة اجتماعية محورية اقرها العلماء والباحثون من مختلف الاتجاهات والتخصصات وعبر كل المراحل التاريخية.
لهذا حاز موضوع الصـراع الاجتماعي؛ على قسط وافر من اهتمام الرعيل الأول من الفلاسفة والعلماء وبخاصة المشتغلين بعلم الاجتماع حيث كان موضع اهتمام كل من الاتجاهين الرئيسيين فيه وهما الكلاسيكي والمحدث بشقيه، المحافظ والراديكالي، فبالنسبة "للأنصار" ذوي الاتجاه الأول نجد أن تصورهم السوسيولوجي العام للمجتمع ينهض على مسلمة أساسية هي النظام المرتكز على مفهوم توازن القوى فيه، وبذلك فهم يؤكدون أن المجتمع كل متكامل متناغم متناسق وأن القضية الأساسية المحورية لتحليل بنية المجتمع إنما هي اشتراكهم في مجموعة من القيم الأساسية وإجماعهم على المبادئ الرئيسية بذلك، فقد بدت محاولات إغفال الصراع الاجتماعي، والتحفظ عليه والتحرج من تناوله واضحة جدا في كل الطروحات الكلاسيكية والمعاصرة السوسيولوجية وحتى السيكولوجية، بينما وقف أصحاب الاتجاه الآخر "النقيض" موقفا حاسما من هذه القضية؛ إذ أن مسألة النظام في اعتقادهم ما هي إلا محاولة جادة لتزييف الواقع الاجتماعي وتشويه الحقائق، وبالتالي فهو واجهة صورية تخفي ورائها أشكالا مختلفة للاستغلال والاحتكار والسيطرة لتحقيق المصلحة الذاتية التي يقرها المذهب المادي البارغماتي، وتبررها الأنانية الإنسانية([5]).
أسس نظرية الصراع الاجتماعي
بنى ماركس أسس نظرية الصـراع الاجتماعي على حقيقة وجود صراع اجتماعي بين طبقات المجتمع المتفاوتة في الثروات والموارد، حيث رأى المؤسسون الأوائل الذين ساهموا في تطوير أسس نظرية الصراع الاجتماعي أن المال سبيلا مؤدياً للفوضى المجتمعية، وقد كان ماركس نفسه يرى في نظام الإيجار مثلاً نظاماً مجحفاً وغيرَ عادل، وأن من الظلم قيام المستأجر بدفع قيمة إيجار العقار لسنوات عديدة دون الانتفاع بأي قيمة ملكية، كونه يُعد استغلالاً للمستأجر من قبل صاحب العقار، كما كان ماركس يرى في العلاقة بين العامل وصاحب المصنع صورة من صور استغلال الأغنياء للفقراء، فصاحب المصنع يستغل العامل في تضخيم ثروته في مقابل منح العمال أجوراً لا تتناسب مع كدهم وتعبهم، ونتيجة لهذه الصور المختلفة ينشأ في المجتمع صراعاً طبقياً يسعى فيه الأدنى للصعود إلى القمة، بينما يحاول أصحاب القمة دهس كل من يحاول الاقتراب، وبالتالي فان هذا الصراع الاجتماعي هو ما يواجه عملية التطور الثقافي والاجتماعي، فكانت هذه هي الأفكار الأساسية التي شكلت أسس نظرية الصـراع الاجتماعي، فقد استدل ماركس على أن التاريخ بأسره كان شاهداً ومسجلاً لهذه الصراعات الاجتماعية على اختلاف الأزمنة والأمكنة، لذلك كانت نشأة نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس سبباُ في ميلاد قراءات تاريخية جديدة([6]).
القواعد الأساسية التي تقوم عليها نظرية الصراع الاجتماعي
يرى راندال كولنز أن نظرية الصـراع تقوم على أربع قواعد رئيسية تتمثل في([7]):
إن الخاصية المركزية للتنظيم الاجتماعي هي التدرج، الذي يعكس درجة من اللامساواة بين الأفراد والجماعات وهيمنة إحداها على الأخرى.
إن مصالح الأفراد والجماعات داخل المجتمع تقف وراء نضالهم وجهودهم، فإما تبقي على مواقعهم المهيمنة والمُسيطرة أو تخلصهم من سيطرة الآخرين وتحكمهم.
إنَّ الذي يربح هذه النضالات يعتمد على المصادر التي يمتلكها ويسيطر عليها، حيث تتضمن المصادر المادية العنف والتبادل الاقتصادي، والمصادر اللازمة للتنظيم الاجتماعي، وتشكيل العواطف والأفكار.
التغير الاجتماعي يتولد عنه الصـراع، وبالتالي فإن الفترات الزمنية الطويلة من السيطرة والهيمنة الثابتة نسبياً توثق وترسخ سلسلة أحداث درامية مؤثرة ومكثفة لحركة الجماعات داخل المجتمع.
أسباب الصراع الاجتماعي يحدث الصـراع الاجتماعي
نتيجة لظروف غير متساوية وعادلة في التعايش والتكامل الاجتماعي ومن هذه الأسباب ما يلي([8]):
1. تغلغل الفساد وانتشاره وطغيانه.
2. عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
3. غياب رقابة الدولة وعدم وجود اطار تشريعي ومؤسسي.
4. كثرة الأزمات الطبيعية والاقتصادية.
5. تفشي الفقر والعنصرية الطبقية في المجتمع.
عواقب الصراع الاجتماعي على المجتمع للصراعات الاجتماعية عواقب عديدة من بينها([9]):
1. ظهور الهجرة غير الشرعية.
2. انتشار الجريمة والتخريب.
3. ازدياد الفقر والفساد وتهريب المخدرات.
4. خلق اجواء التوتر والاضطرابات الاجتماعية.
5. عدم استغلال الموارد وبالتالي قلتها وشحها.
طرق علاج الصراع الاجتماعي
لتجنب اضرار وعواقب الصـراع الاجتماعي الوخيمة لا بد من تطبيق سياسات فعالة لمكافحة هذه الصـراعات الاجتماعية من قبل المؤسسات والمنظمات الدولية، حيث تستند هذه السياسات إلى سلسلة من الاستراتيجيات التي تتمثل في([10]):
1. تعزيز المساواة والتخصيص الفعال للموارد.
2. تعزيز الاندماج الاجتماعي والوصول إلى الموارد الأساسية.
3. تعزيز التضامن والتفاعل بين المتعايشين.
4. تعزيز التربية على القيم والمبادئ منذ الطفولة.
5. وضع خطط استراتيجية لتعزيز الوصول للخدمات الأساسية.
نقد نظرية الصراع الاجتماعي
لكارل ماركس كانت رؤية ماركس للحل هي ثورة العمال في سبيل كسـر احتكار رأس المال، والقضاء على الهيمنة الاقتصادية والسيطرة على الموارد، ومن ثم يمكن إعادة توزيع الثروات، وتنظيم المجتمع على أسس من الملكية الجماعية، وقد كانت أسس نظرية الصـراع الاجتماعي سبباً في قيام العديدين بنقد نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس، ومن أبرز الانتقادات التي أخذت على كارل ماركس([11]):
اعتبار نظرية الصـراع الاجتماعي تدعو إلى العنف والصـراعات الاجتماعية، وتبرر ذلك بالسعي لتوزيع الموارد توزيعاً عادلاً.
رأى الماركسيون أن المشكلات الأسرية والعنف الأسري يمكن اعتبارهما من نواتج الصـراع الاجتماعي وطغيان رأس المال، واحتكار الثروات، وإهدار حقوق العاملين، وقد انتقد بعض علماء النفس تفسير العنف الأسري على أساس من الصراع الاجتماعي، ورأوا أن الربط بينهما ليس مقبولاً؛ إذ لا دليل عليه.
الخاتمة
الصـراع الاجتماعي هو سمة مميزة للحياة الاجتماعية، يحدث نتيجة تعارض المصالح بين طرفين أو أكثر، ويتخذ اشكالاً متعددة ومختلفة، فنجد الصراع الطبقي عند كارل ماركس الذي يعتبر في جوهره صراع بين من يملكون وسائل الانتاج وبين من لا يملكونها، وقد سعت الماركسية للوصول إلى معرفة النتائج والاتجاه الذي سينتهي إليه والعلاقات الجديدة التي ستنشأ من جرائه، والعلاقات والقوانين التي تتحكم فيه، بينما ركز رالف داهرندورف في رؤيته لمفهوم الصـراع باعتباره حاله مستمرة متواصلة بين الطبقات والأفراد التي تؤدي إلى حالة دائمة من التغيير الاجتماعي، إلا ان هذا لا يمنع وجود فترات يسود فيها نوع من الوئام والوفاق التي تتضمن بعض الاستقرار الاجتماعي، فإذا سلما بوجود مجتمع دائم الثبات والاستقرار فإننا نحكم عليه بالمثالية، واذا قلنا بوجود مجتمع دائم الصـراع والتغير معناه مجتمع متهالك ومحطم وفاقد للقيم والمبادئ.
النتائج
إن اتباع سياسات فعالة واستراتيجيات مدروسة تُجنب المجتمعات اضرار وعواقب الصراع الاجتماعي الوخيمة.
يحدث الصراع الاجتماعي لأسباب عديدة ومختلفة من عدم المساوة والتكافؤ الاجتماعي وانتشار البطالة والفساد وقلة الوعي.
تؤدي الصـراعات الاجتماعية إلى دمار الأمم وانحلال الشعوب وتراجعها وبالتالي تقلص فرص الازدهار والاستثمار فيها.
ينبئ الصـراع الاجتماعي على وجود حالة من عدم الرضا والاستقرار عند الإنسان خاصة فيما يتعلق بالموارد المادية او السلطة والدخل الخاص بالإنسان وعن المحيط الاجتماعي بشكل عام.
المراجع
سعد، يحيى (2022). نظرية الصـراع الاجتماعي لكارل ماركس. على الرابط: https://drasah.com/Description.aspx?id=5423.
الصـراع الاجتماعي : ما هو، تعريفة، ومفهومه على الرابط: https://2u.pw/DO8Rffm.
الحوراني، عبد الكريم (2008). النظرية المعاصرة في علم الاجتماع. ط1، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، الأردن.
عيشور، نادية (2013). الصـراع الاجتماعي الاتجاهات التنظيرية: التقليدية والسوسيولوجية. دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، الأردن.
فياض، حسام الدين (2023). نظرية الصـراع الاجتماعي المعاصر عند رالف داهرندورف (دراسة تحليلية – نقدية)، على الرابط: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=793666.
عبد المنعم، ميرفت (2018). مفهوم نظرية الصراع الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع، على الرابط: https://www.almrsal.com/post/599609.
نظرية الصـراع الاجتماعي " رالف داهرندوف " R. Dahrendof، على الموقع: https://2u.pw/UfaZqkh.
عبد المعطي، عبد الباسط (1973). الاتجاهات النظرية في دراسة الصراع الاجتماعي. الكاتب – مصر، 13(145)، 109-120.