top of page

نظرية المؤامرة

Oct 10, 2023

نظرية المؤامرة

    نظرية المؤامرة theory Conspiracy مفهوم حديث نسبياً لم يتم التوسع في استخدامها كمصطلح ودراستها إلا في النصف الثاني من القرن العشـرين، لكنها كانت حاضرة بقوة عبر التاريخ كنمط تفكير وأسلوب رؤية للماضي والحاضر والمستقبل، عند العامة والخاصة، وإن لم يتم التنبه لها، أو توصيفها أو رصدها، ويمكن ربط ظهورها كفرع دراسة وبحث علمي، بالثورة المعرفية التي حصلت في علوم السياسة والاجتماع والنفس، خلال القرن الماضي؛ لذلك فإن البحث في نظرية المؤامرة يعني الغوص عميقاً في هذه العلوم، إضافة إلى العلوم الاقتصادية وحتى التقنية. 

    وتبدو نظرية المؤامرة أحياناً كسبب وأحياناً كنتيجة؛ فهي من ناحية أداة فعالة جداً في يد صناع القرار والقوى المسيطرة على الصـراع، سواء ما بين الدول أو ضمن الدول والمجتمعات، أو على مستوى الأفراد، ومن ناحية ثانية هي ليست أداة طيّعة يمكن فرضها دون توفر الأرضية المناسبة لدى المجتمع والأفراد، واللافت للنظر أن من يستخدمها لا يدرك بالضرورة أنه يملك هذه الأداة الفعالة، لأنه في كثير من الأحيان هو أحد المنتجات التي أفرزها الصـراع، حيث كان لنظرية المؤامرة الدور الأساسي في هذا الصراع. 

    وقد ظهر مفهوم نظرية المؤامرة لأول مرة في بلاط العرش البريطاني خلال القرن السابع عشـر، وتمثل في محاولة إفساد البرلمانيين للحصول على أغلبية الدعم على غرار الأحزاب السياسية في البرلمان، وجرى تحويل نظرية المؤامرة إلى الولايات المتحدة حيث كان المستوطنون الأمريكيون على قناعة أن العرش البريطاني وعموم البريطانيين يريدون قلب سلطتهم، وتطورت نظرية المؤامرة في القرن التاسع عشر حيث اعُتبرت مصادر التآمر على العالم بأنها قطاعات لها مصالح كونية وعلى رأسها الماسونية واليهود واليسوعيون([1]). 

    وأصبـح اليهـود هم أول المقصودين على خلفية ما جاء في بروتوكول حكماء صهيون، الشهير الذي اعتمد عليه ادولف هتلر في عدائه لليهود، وكانت عملية اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963 مثار اهتمام القائلين بنظرية المؤامرة، ثم كانت تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 التي اثارت موجات من الاحتجاج ضد تآمر الحكومة الأمريكية وسياستها الخارجية في الشرق الأوسط([2]). 

    الأمر الذي أكد حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أساس العديد من نظريات المؤامرة، فقد تمثلت الشكوك حول العديد من عمليات التدخل الأمريكي خلال النصف الثاني من القرن العشـرين خاصة في أمريكا اللاتينية المجاورة، مثلما حدث في تشيلي ضد الرئيس المنتخب سلفادور الليندي، وفي بوليفيا وباناما، ولكن كانت تفجيرات 11 سبتمبر الأخيرة التي بمثابـة تطبيـق عملـي لنظـرية المؤامـرة الأكثـر وضـوحـاً فـي السنـوات الأخيرة([3]). 

    وقد ورد مصطلح "مؤامرة" لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920 وجـرى تداولـه فـي العـام 1960، وتمـت بعـد ذلك إضافته إلـى قاموس أكسفورد سنة 1997، وتختلف تعريفات المؤامرة باختلاف وجهات نظر أصحابها، حيث تحتوي المؤامرة في مضمونها على أفعال غير قانونية أو مؤذية تجريها حكومة أو جهات أخرى قوية. 

    وقد عرَّفها قاموس أكسفورد بأنها: "خطة سرية من قبل جماعة من الناس للقيام بما هو مؤذٍ أو مخالف للقانون"، والتآمر هو التخطيط والإعداد الذي يسبق تنفيذ تلك الخطة، والمؤامرة في القانون الجنائي تقع عندما يتفق شخصان أو أكثر على القيام بأي عمـل مخالف للقانون، ومن ثم يقومان بأي خطوات باتجاه تنفيذه، ولو لم يكن تنفيذ الجريمة قد تمَّ عند إلقاء القبض عليهما([4]). 

    ويمكن تعريف المؤامرة أيضاً بأنها: "اتفاق بين أشخاص أو منظمات تعمل معاً في السر مستغلة قدرتها وعناصر الضعف لدى الآخرين على نحو مخالف للقيم والأخلاق من اجل تحقيق هدف معين يتضمن الإضرار بطرف آخر" وتتجلى المؤامرة بهذا المعنى في مظاهر متعددة كالجريمة المنظمة، الإرهاب، التجسس المخابراتي وغيرها([5]). 

    ووضع المنظرون الغربيون العديد من التعريفات لنظرية المؤامرة تأثرت باهتمام الدارسين وحقول دراستهم لها، من أهم هذه التعريفات: تعريف قاموس إكسفورد نظرية المؤامرة بأنها: "تصديق أن بعض المؤسسات السرية لكن المؤثرة هي المسؤولة عن حدث غير واضح". 

    وعرف بعض علماء النفس والاجتماع مثل فيرين سوامي نظرية المؤامرة بأنها: "مجموعة معتقدات خاطئة تقوم على تصديق أن الأسباب الأساسية لحدث ما هي مخطط وضعه عدد من الفاعلين الذين يعملون معاً لتحقيق هدف محدد وواضح، وغالباً ما يكون هذا الهدف سرياً وغير قانوني"([6]). 

    بينما أستاذا علم الاجتماع النفسي دوغلاس وساتون في جامعة كنت البريطانية فقد عرفا نظرية المؤامرة باختصار على أنها: "بدائل خيالية لما هو سائد"([7]). 

    ويعرف ميشيل باركون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكوز الأميركية، نظرية المؤامرة على أنها تعتمد على رؤية أن العالم محكوم وفق تصميم أو تشكيل ما، وهي تعتمد على ثالثة مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، لا شيء يظهر على حقيقته، وكل الأشياء مترابطة، ويضيف باركون أن نظرية المؤامرة تتميز بأنها قادرة على التكيّف لاحتواء أي دليل قد يظهر ضدها، لذلك فنظرية المؤامرة هي نظام مغلق غير قابل للدحض، لذلك فهي موضوع إيمان وليست موضوع دليل، ولعل هذا التعريف هو الأقرب للاستخدام السائد لنظرية المؤامرة([8]). 

    انطلاقاً من التعاريف يمكننا القول بأن نظرية المؤامرة تعني قيام أطراف خفيفة تبطن الشـر وتتمتع بالقوة بأفعال ضارة أو مخالفة للأخلاق والقوانين من اجل تحقيق هدف معين يتضمن الإضرار بطرف آخر، وعلى هذا الأساس فنظرية المؤامرة تتضمن الحقائق التالية([9]): 

  • أنها خطة تحتوي على عنصر السرية. 

  • وجود اتفاق بين شخصين أو أكثر. 

  • أطراف متآمرة تبطن وتتمتع بالقوة. 

  • أفعال مؤذية ومخالفة للأخلاق والقوانين. 

أسباب إيمان الناس بنظرية المؤامرة 

    لم تعد محاولات العلماء لدحض نظرية المؤامرة بالحقائق الموثقة تجدي نفعاً، بل قد تأتي بتأثير عكسي إذ توصل ستيفان ليونداوسكي وهو أستاذ علم النفس بجامعة بريستول إلى انـه كلما زاد تمسك المرء بنظرية المؤامرة اهتزت ثقته في الحقائق العلمية، وربما يشعر أن الشخص الذي يحاول إقناعه متورطاً في المؤامرة، ويقول الكاتب المتخصص في العلوم السياسية مايكل باركون متحدثاً عن ثلاث نقاط مهمة تشكل قناعة لدى مروّج نظرية المؤامرة: تعتمد نظرية المؤامرة على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاث مبادئ لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبد عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، ويصدق الناس نظرية المؤامرة لأسباب تتمثل في([10]): 

  • نشـرت المجلة العلمية الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي (EJSP)، بحثاً يشير إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بعدد كبير من نظريات المؤامرة يفعلون ذلك بهدف الشعور بالتميز، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أظهروا حاجة كبيرة إلى التفرد من خلال الاستفتاء أو الكتابات كانوا أكثر إقبالا على تصديق نظريات المؤامرة من غيرهم، ويبدو أن هؤلاء الأشخاص لديهم نزعة فطرية، تكاد تكون نرجسية للتفرد والتميز، وقد يتحقق هذا التميز عندما يشعر المرء أن لديه معلومات نادرة أو تفسيرات سرية لبعض الأحداث العالمية. 

  • يقول مايكل بيليغ عالم ومؤلف بريطاني عام 1984: نظرية المؤامرة تتيح فرصة للوصول إلى معلومات خفيه ومهمة وبديهية، بحيث تجعل من يرددها خبيراً لأنه يحصل على معلومات لا يعرفها أحد غيره حتى من يطلق عليهم أسم الخبراء. 

  • تكشف دراسات أخرى أن نظريات المؤامرة تساعد الناس على استيعاب الأحداث التي تقع في العالم من حولهم، وخاصة عندما يشعرون بفقدان السيطرة على حياتهم أو بالقلق أو بالعجز عن حماية احتياجاتهم إذا تعرضت للتهديد. 

وقدم ميشال باركون ثلاثة أسباب تفسر جاذبية نظريات المؤامرة وهي: 

  1. تدّعي نظرية المؤامرة تفسير ما لا يمكن للتحليل المؤسسـي تفسيره، وتبدو أنها تجعل العالم المربك أكثر منطقية. 

  2. تفعل ذلك بطريقة بسيطة بشكل جذاب بتقسيم العالم لقوى النور وقوى الظلام، بحيث تعيد كل الشـرور إلى مصدر واحد هم المتآمرين ووكلاؤهم. 

  3. غالباً ما تُعرض نظريات المؤامرة على أنها معرفة سرية خاصة غير معروفة أو لا يقدرها أي شخص آخر، وبالنسبة لمنظري المؤامرة فإن الجماهير عبارة عن قطيع مغسول الدماغ في حين ان منظري المؤامرة يملكون المعرفة ويمكنهم أن يهنئوا أنفسهم على اختراق خداع المتآمرين. 

أشهر نظريات المؤامرة 

    استطاعت نظريات المؤامرة أن تخترق كل المجالات بما في ذلك الدين والسياسة والمجتمع وحتى العلم، وهي متعددة وكثيرة لدرجة يصعب حصـرها، معظمها يبدو سخيفاً للغاية وبعضها ينطوي على إمكانية تحقق بعضها أو جلها دون القدرة على إثبات ذلك، ولعل أشهر نظريات المؤامرة المنتـشرة في العالم نجد فكرة الكائنات الفضائية، التي تعيش في المنطقة 51 في جنوب ولاية نيفادا الأمريكية والتي تتكتم عليها حكومة الولايات المتحدة، وأن شركات الأدوية العالمية تمتلك الدواء لعلاج الأمراض الخطيرة والمستعصية، لكنها تخفيه من أجل تجارة الأدوية وتعظيم أرباحها، والقول بأن الأرض مسطحة وليست كروية وأن الهبوط على القمر لم يكن إلا كذبة ادعتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وأن الماسونية هي المؤسسة التي تدير العالم وتسيطر عليه، وأن العلماء يخفون نتائج أبحاث بخصوص المناخ البيئي تؤكد اقتراب نهاية الحياة البشـرية، فضلاً عن أن الحكومة الأمريكية لا تريد الإفصاح عن الجهة الحقيقة وراء اغتيال كينيدي وغيرها من المزاعم الرائجة([11]). 

العرب ونظرية المؤامرة 

    تعتبر نظرية المؤامرة النظرية الأكثر رواجاً في المنطقة العربية، ويتميز العرب بأنهم الأكثر تأثراً بالخطاب التأمري، حيث يتجلى ذلك بوضوح في ثقافتهم وسياسهم، ولقد لاحظ الكاتب ماثيو غراي أن نظريات المؤامرة هي السمة السائدة في الثقافة والسياسة العربية، فهي تتحدث بشكل كبير عن الاستعمار الصهيوني، الماسونية، القوى الخارقة، النفط والحرب على الإرهاب، والتي يعتبرها الكثير حرباً ضد الإسلام في المقام الأول، ويقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي دانيال بايبس في كتابه (اليد الخفية مخاوف الشرق الأوسط من المؤامرات)، المنشور سنة 1996: في عالم اليوم إن العرب والإيرانيين هم أكثر شعوب العالم إيماناً بنظريات المؤامرة وأشدهم حماساً في نشـرها، وإلى حد ما، يرجع هذا إلى ثقافة هذه الشعوب، فكلا الشعبين لهما تراث أدبي غني بالخرافات ذات المعاني العميقة، ونظرياتهم التآمرية مليئة بالخيال، وهناك سبب وجيه أيضاً يساعد على خلق هذه النظريات التآمرية، فايران وكل الدول العربية في قبضة قائد مطلق سواء اكان علمانياً أو رجل دين، وهؤلاء يخضعون كل شيء لتحقيق أغراضهم وأهدافهم: التعليم، وسائل الإعلام، القانون، الجيش وغيرها من المؤسسات، وفي هذه المجتمعات لا يعلم بالحقائق الصحيحة إلا قلة صاحبة امتيازات، ويجعل الخوف والجهل الجماهيري تحت رحمة الشائعات والخرافات، ولهذا يتخلى الناس عن مبادئ البحث العلمي المألوفة للتحقق من الأحداث، ويلجؤون إلى فكرة أن هناك قوى شريرة تعمل في الخفاء من اجل إيقاع الضـرر بهم، مما يفتح المجال للأساطير والخرافات التي تنبع من خيال الإنسان الواسع. 

    يقول الاستاذ ماثيو جراي: ان المشاكل التي تعتري العلاقة بين الدولة والمجتمع في العالم العربي تعتبر من العوامل الرئيسية التي ساهمت انتشار نظريات المؤامرة في العالم العربي، حيث وصف جراي منطقة الشـرق الأوسط بأنها المكان الذي تعمل فيه بنى حاكمة غامضة على مستوى النخبة السياسية، وأنها منطقة تزدهر فيها عادة شبكات البيروقراطية المعقدة ومؤسسات الدولة القمعية، في ظل هذه الظروف، وقد أشار جراي إلى أن المجتمعات تواجه صعوبة في إدراك كيفية عمل من يمسكون بزمام السلطة، ما يشكل بيئة مثالية لظهور نظريات المؤامرة وانتشارها، ولقد ساهمت وسائل الإعلام في نشر هذه الثقافة ما أصبح مع مرور الوقت جزءاً من قناعات الشعوب بالرغم من عدم وجود دليل مادي يؤكد حدوثها، ولا ننسـى أيضاً دور شيوخ الدين الذين بالغوا في تحميل مصائب العالم بأجمعه على اليهود والماسونية وأشباههم وأنهم السبب الرئيسـي لتفكك وضعف وهوان الأمة العربية والإسلامية([12]).

نظرية المؤامرة في القرن الحادي والعشرين 

    ظاهرة نظريـة المؤامرة ليسـت خاصـة بالـدول العربيـة وإنمـا عـادت إلى المجتمعات والدول الغربية التي كان يُفترض نظرياً أن تتابع قيادة الحضارة البشـرية في اتجاه أكثر عقلانية وعلمية، بسبب ما تملكه من استقرار سياسي، وغنى مادي، ومستوى تعليمي وثقافي ونظم ديمقراطية علمانية، ومساحات حرية تعبير، وإعلام خبير، لكن ما حصل في الواقع هو توسع سيطرة نظرية المؤامرة في الدول الغربية، بالترفق مع ارتداد مفاجئ إلى أفكار وسلوكيات محكومة بالانتماءات القومية والدينية والطائفية وحتى الطبقية، التي كان يُفترض أن البشرية توافقت على السير في طريق الخلاص منها، كما تخلصت من مرض الجدري، فلم ينته العقدان الأولان من الألفية الثالثة إلا وشعارات التمييز والعنصـرية والطائفية تملأ العالم، وتخترق الدول الغربية كلها، فاليمين الغربي المتطرف وصل أو يكاد يصل إلى السلطة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ومقابل هذ الانقلاب الغربي وصل القوميون الشعبيون إلى حكم روسيا والبرازيل والهند وإيران ودول وسط آسيا، أما في الدول العربية والإسلامية فالتيار الإسلامي السياسي الشعبي بكل أطيافه وطوائفه يواصل صعود كوريث للتيارات القومية واليسارية، وكل هذه التيارات المتشددة مهما كانت جهة تشددها أو تعصبها فهي تعتمد أساساً على نظرية المؤامرة في انتشارها الشعبي والنخبوي، بل إن نظرية المؤامرة هي إحدى الأدوات التي يتم استخدامها بفاعلية ضمن الحرب المعلوماتية ما بين الدول، وقد اعتمد عليها الرئيس ترامب كثيراً، في صعوده المدوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك استخدام مكثف لها من قبل روسيا في حربها المعلوماتية ضد الغرب. 

    والفرق الأساسـي بين انتشار نظريـة المؤامـرة فـي الغـرب وفـي الدول العربية والإسلامية هو أن نسبة النخبة الثقافية والإعلامية ممن يصدقون أو يتبعون أو يروجون نظرية المؤامرة، في الغرب هي أقل بكثير من نسبتهم في الدول العربية والإسلامية، حيث إن الغالبية ما زالوا أسرى النمط المؤامراتي في تفسير العالم، وهم بهذا يشكلون أحد أسباب انتشاره، واللافت للنظر أن هذه النسبة من النخبة تحتوي كل التوجهات الفكرية من اسلاميين وقوميين ويساريين وليبراليين([13]). 

البديهيات المؤسسة لنظرية المؤامرة 

    تعتمد نظرية المؤامرة على ترسيخ فرضية أن العالم، أو محيط الطرف المتآمر عليه، محكوم وفق نمط أو منظومة محددة من قبل جماعة شريرة، غالباً ما تكون سرية، فتولد نظرية المؤامرة، أو تعتمد على بديهيات لا تقبل النقاش عند المؤمنين بها؛ بديهيات تشكل الأسس الحاملة لنظرية المؤامرة ونمط التفكير المؤامراتي، ومن أهم هذه البديهيات([14]) : 

  1. لا شيء يحدث بالصدفة بمعنى أن كل الأحداث تحصل وفق خطة مُعدة مسبقاً، وأن العوامل الموضوعية والذاتية والأحداث التاريخية وعامل الصدفة غير مؤثرة، بل هي من نتاج المؤامرة وليست عوامل مستقلة عنها، أو إن كانت مستقلة عن المؤامرة فتأثيرها يأتي بالمستوى الثاني بعد الخطة التآمرية. 

  2. كل الأشياء ليست بحقيقتها كما تبدو، ويتجلى ذلك في الشك بكل شيء في المحيط والبيئة وفي السلطة والإعلام، فالسياسيون يكذبون دائماً، والإعلام لا يذكر الحقائق وأحياناً حتى ما نراه بعيوننا هو خدعة كبيرة. 

  3. كل شيء مرتبط ببعضه ضمن خطة سرية، حتى لو حصلت الحوادث في أزمة وأماكن مختلفة. 

  4. الهدف النهائي للمؤامرة هو إلحاق الأذى بالطرف المُتآمر عليه، لأن الطرف المُتآمر لا يطمع فقط بما يملكه الطرف المُتآمر عليه، بل هو يكره ويعادي وربما يخاف من الطرف المُتآمر عليه. 

نمط التفكير التآمري وصفاته 

    تؤدي القناعة العميقة أو الإيمان بنظرية المؤامرة إلى ترسيخ نمط تفكير خاص عند الشخص والجماعات المتآمرة؛ وقد يكون أحياناً تصديق نظرية المؤامرة ناتجاً عن وجود هذا النمط بالتفكير عند الجماعة المتآمرة؛ فالعلاقة بين الاثنين نظرية المؤامرة ونمط التفكير التآمري يسير في الاتجاهين. 

    نمط التفكير التآمري هو نمط يفسـر كل أو غالبية الأحداث حوله وفق نظرية المؤامرة، فهو رؤية للعامل لا يمكنها إلا أن تبحث عن مؤامرة سرية، تفسـر كل الشـرور والهزائم والإخفاقات، التي تواجه الشخص أو الجماعة المتآمرة. 

    ويتصف نمط التفكير التآمري بالعديد من الصفات التي تميزه وتعطيه طابعه الخاص والتي تتمثل بما يلي([15]): 

  1. تسليمي: تقتضـي البديهيات المؤسسة لنمط التفكير التآمري من المتآمرين التسليم بها أي أنه نمط تفكير إيماني تسليمي وليس تفكير علمي أو موضوعي فيمكن تسمية هذه البديهيات أركان الإيمان عند المؤمنين بنظرية المؤامرة، والتي تماثل إلى حد ما الإيمان الديني؛ لأنها أيضاً تضع تصوراً عاماً للعالم والمجتمعات البشـرية، يقوم على ايمانيات لا على حجج وأدلة، فالايمانيات تفترض بطريقة أو بأخرى وجود نظام تحكم فوقي في حركة الدول والمجتمعات، أو على الأقل بوجود جهة ما تمتلك القدرة على معرفة إمكانيات المستقبل، وضبط المستقبل لتحقيق هدفها. 

  2. عاطفي: تعتمد نظرية المؤامرة في انتشارها بين عامة الناس على المشاعر والعواطف أكثر من اعتمادها على المحاكمات العقلية والموضوعية، وأهم هذه المشاعر استغلالاً من قبل نظرية المؤامرة هو الخوف؛ فالإنسان يعيش في حالة خوف دائمة عبر تاريخه الطويل، خوف من الأمراض والكوارث، خوف من الحروب والعنف، خوف من الفقر والحاجة، وعلى الرغم من أن العلم الحديث أجاب عن كثير من هذه المخاوف فإن نظرية المؤامرة ما زالت تعتمد على خوف الناس من بعضهم، أو خوف الشعوب من الشعوب الأخرى في انتشارها، فالخوف يقوم على الإيمان بشـرانية وقوة الجهة المخيفة، وفي الوقت نفسه نظرية المؤامرة تخدم كأداة فعالة جداً في يد صناع القرار في الدول عند خوضهم لصراعات خارجية أو داخلية، فتخويف الناس من العدو هو أحد ضمانات ولاء الشارع للسلطة، وقبوله بها بكل مشكلاتها وأخطائها، فالخوف هو موروث إنساني وهو أداة من أدوات التحكم في عموم الناس، وبالتالي فنظرية المؤامرة تجد فيه أفضل حوامل الانتشار بين الناس. 

  3. تبريري: حيث يقوم نمط التفكير التآمري على تفسير كل الاحداث وفق منطق ينسب كل الشـرور بالجهة المتآمرة ويبررها بها، لكنه أيضاً يقوم على تبرير كل الأخطاء والأفعال التي يمارسها المتآمر عليه، وتحمل أيضاً الشـرانية أو العنف، من باب أنها ردة فعل أو دفاع أمام شرانية الطرف المتآمر، أو ان ما سببته من أذى أو دمار يبقى أقل حجماً وشرانية مما قام به الطرف المتآمر. 

  4. تمييزي ضد البشـر: يؤدي نمط التفكير التآمري بالتدريج إلى بناء موقف تمييزي بين البشـر، الذين يشكلون الجماعة المتآمرة، أي تؤسس لموقف تمييزي ضد الآخر المتآمر، يتحول تدريجياً إلى تنميط سلبي، يعمم شرانية وطمع وكراهية المتآمر على كل الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعة المتآمرين، وبما أن الطرف المتآمر في غالبية نظريات المؤامرة ينتمي إلى جماعة عرقية أو قومية أو دينية أو طائفية أو سياسية أو طبقية أو أيديولوجية، فهذا التمييز في عمقه يبني موقفاً غير منطقي وأيضاً لا أخلاقي لدى المتآمرين، حتى لو لم يعوا ذلك الموقف، ويتجلى هذا التمييز في الإيمان بأحكام مسبقة جاهزة منها: - الطرف المتآمر يمثل الطرف الشرير والظالم، وهو غالباً إما حاقد أو خائف من قوة أو دين أو ايديولوجية أو ثقافة الطرف المتآمر عليه، إضافة إلى كونه طامعاً في ثروات الطرف المُتآمر عليه المادية. - الطرف المُتآمر عليه يمثل الطرف الخير والمظلوم، والذي ما كان ليحمل حقداً لولا مبادرة الطرف المتآمر بالشر. 

  5. إقصائي: لا يستطيع نمط التفكير التآمري قبول الآخر المختلف، خاصة إذا كان هذا الآخر يرفض نظرية المؤامرة، ويقدم تفسيرات موضوعية علمية مدعومة بالحجج والأدلة ضد نظرية المؤامرة؛ فيتجه التفكير التآمري لاتهام الآخر المخالف بأنه جزء من المؤامرة ضده، وما يقدمه من حجج إنما هو خداع وتلاعب بالمظاهر. 

  6. انتقائي: ينتقي نمط التفكير التآمري ما يناسب فرضيته الأساسية، ويتجاهل وربما يحارب أي حقائق أو معلومات تعارضها، لأن وضع الصورة الكاملة للحالة سيؤدي إلى هدم الفرضية المؤسسة لنظرية المؤامرة([16]). 

نقد نظرية المؤامرة 

    أصبحت نظرية المؤامرة ظاهرة عالمية تنتشـر في مختلف دول العالم، حتى في الدول المتقدمة نجد من يؤمن بها، لكن لها انتشاراً خاصاً في الدول المختلفة، لهذا يلجأ إليها الجميع عند وقوع الأحداث وحصول الأزمات، ومع كثرة استعمالها اقتنع الناس بها، حتى أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا في العالم العربي، نسمعها في الشارع، في مكان العمل وداخل الأسرة ونشاهدها أمام شاشات التلفاز، وترددها الحكومة عند كل مصيبة، ويتحدث عنها الناس في كل مكان، وتروج الأنظمة الشمولية والدكتاتورية لفكرة المؤامرة حتى تبرز لشعوبها أن التخلف وضعف التنمية في هذه البلدان سببه المؤامرات الخارجية، وتقوم هذه الأنظمة أيضاً بتشوية المصلحين والمعارضين من خلال تهمة الارتباط بالخارج والعمل لحساب جبهات أجنبية لكل من يعارض السلطة أو يغرد خارج سربها، حتى تبرر قمع المعارضين وتبقى هي في السلطة، وفي المنطقة العربية تتبنى الكثير من الأنظمة الخطاب التأمري، لأنه السلاح الأنسب لقمع المعارضة وتشوية المصلحين، خاصة وان غالبية شعوب المنطقة تؤمن بهذا الخطاب، وباعتباره الاستراتيجية الناجحة التي تستطيع من خلالها هذه الأنظمة مواجهة أزماتها الداخلية وتبرير فشلها في العملية التنموية، فضلاً عن ضمان الاستمرارية في الحكم وتأجيل الاصلاح السياسي وتطبيق الحكم الراشد، ويعتبر النظام السوري من أشهر الأنظمة المسوقة لهذا الخطاب في المنطقة، حيث وصُفت الثورة السورية التي اندلعت سنة 2011 بانها مؤامرة كونية ضد سوريا والتمهيد لقمعها والإجهاز عليها، حيث يحول التفكير التأمري الإنسان منهزم ومسلوب الإرادة، عندما ينسب الناس كل ما يحدث في عالمهم إلى قوة خفية خارقة تبطن لهم الشـر، ويعتقدون أن التغلب عليها امراً مستحيلاً ([17]). 

الخاتمة:

    يعتقد مؤيدو نظرية المؤامرة أن العالم محكوم بقوى شريرة تعمل في الخفاء من أجل إيقاع الضـرر بهم، ويؤمنون بثلاث مبادئ تشكل هذه النظرية وهي أن لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، لذلك تجدهم يرجعون كل الأحداث والأزمات التي تقع في العالم للمؤامرة، في حين يذهب معارضو هذه النظرية إلى انها مذهب تبريري لتفسير الأحداث والأزمات، يتعلق بها الفاشلون للتنصل من المسؤولية وتبرير اخفاقاتهم وفشلهم في الحياة، وهناك اتجاه ثالث وسطي يعترف بوجود المؤامرة لكنه لا يبالغ فيها ولا يرجع كل الأحداث لها، حيث يعتقد أصحاب هذا الفكر أن المؤامرة تنشأ عندما يضعف المتآمر عليه، بعبارة أخرى الدول الكبرى لا تتآمر على الدول الضعيفة، لكنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها، ومن هنا فأصل المشكلة في ضعف الجبهة الداخلية للدولة المتآمر عليها وهشاشتها، وليست في المؤامرة الخارجية، لهذا نلاحظ أن المؤامرة الخارجية لا تنجح إلا مع الدول الضعيفة ذات الجبهات الداخلية الهشة، وخير مثالٍ على ذلك محاولة الانقلاب العسكري في تركيا 2016، التي فشلت بسبب وعي الشعب التركي وقوة الجبهة الداخلية في تركيا. 

    فنظرية المؤامرة هي تفسير للواقع والتاريخ، قائم على ترابط وهمي لأسباب الحوادث عبر الزمن وعلى افتراض وجود قوة منظمة سرية شريرة لهذه الأحداث، فهي تضع سلسلة مؤامرات ضمن نظرية واحدة تفتقد المنهجية العلمية، وتعتمد على الأدلة الانتقالية، فكلما انتشرت نظرية المؤامرة تراجع الوعي العام للمجتمع وأصبحت أداة أكثر فعالية للتحكم في الرأي والمزاج العام، ولخداع الشارع وجرّه إلى معارك لا تفيده كمجتمع وكدوله، فوعي المؤامرة جزء من وعي المجتمع، الذي يساهم بشكل أساسي في بناء مجتمع مسقر، متماسك، وقادر على التطور مع الزمن، اما نظرية المؤامرة فتعمل على هدم الوعي المجتمعي، وتخدم أصحاب السلطة وصناع الرأي العام، وتتماشى مع النظم السلطوية الشمولية، وتهدد أيضاً النظم الديمقراطية. 

النتائج: 

  • تتباين الآراء في فهم الأحداث والأزمات التي تجري في العالم، بين من يرجع كل الأحداث إلى المؤامرة، وبين من يرفض الفكر التأمري بالكلية، واتجاه ثالث وسطي يعترف بوجود المؤامرة، لكنه لا يبالغ فيها ولا يرجع كل الأحداث لها. 

  • يسيطر الفكر التأمري على العقل العربي، لأنه يريحه من عناء البحث عن أسباب الفشل، ويغنيه عن نقد الذات وتحمل المسؤولية. 

  • تروج الأنظمة الشمولية والدكتاتورية لفكرة المؤامرة حتى تبرر لشعوبها ان التخلف وضعف التنمية في هذه البلدان سببه المؤامرات الخارجية. 

  • الدول الكبرى لا تتأمر على الدول الضعيفة، لكنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها، ومن هنا فأصل المشكلة في ضعف الجبهة الداخلية للدولة المتآمر عليها وهشاشتها، وليست في المؤامرة الخارجية. 

  • الحل الأمثل لمواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية هو تقوية الجبهة الداخلية، من خلال تغيير أخلاق المجتمع وتغيير تفكيره والعمل على تطويره. 

المراجع: 

  • بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • الخطيب، علاء الدين (2017). دراسة اللاجئون السوريون في دول الجوار واللاجئون في اوروبا. موقع بيت السلام، على الرابط: https://2u.pw/7V5nslY 

  • الخطيب، علاء الدين (2022). نظرية المؤامرة والمؤامرة بين الوهم والحقيقة، مركز حرمون للدراسات المعاصرة. الشـريف، خالد (2018). لماذا أضحت نظرية المؤامرة رائجة في عالمنا اليوم؟ على الرابط: https://www.sasapost.com/conspiracy-theory-in-the-world/ 

  • Fenster, Mark (2008). Conspiracy theorie: Secrecy and Power in American Culture. University of Minnesota. 

  • European Journal of Social Psychology: Too special to be duped (Need for uniqueness motivates conspiracybeliefs,Wiley Online Library, First published: 23 May 2017, link: https://2u.pw/0q8KRdW. 

  • Melissa Hogenboom: The enduring appeal of conspiracy theories, link: https://2u.pw/DpPyCXH. 

  • V. Swami, M. Voracek – “Analytic thinking reduces belief in conspiracy theories” – Cognition Volume 133, Issue 3, December 2014. 

  • Douglas KM, Sutton RM- “Does it take one to know one? Endorsement of conspiracy theories is influenced by personal willingness to conspire” – British Journal of Social Psychology- 2011 Apr 12. 

  • ([1]) Fenster, Mark (2008). Conspiracy theorie: Secrecy and Power in American Culture. University of Minnesota. 

  • ([2]) Fenster, Mark(2008). Conspiracy theorie: Secrecy and Power in American Culture. University of Minnesota. 

  • ([3]) Fenster, Mark(2008). Conspiracy theorie: Secrecy and Power in American Culture. University of Minnesota. 

  • ([4]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • ([5]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • ([6]) V. Swami, M. Voracek – “Analytic thinking reduces belief in conspiracy theories” – Cognition Volume 133, Issue 3, December 2014. 

  • ([7]) Douglas KM, Sutton RM- “Does it take one to know one? Endorsement of conspiracy theories is influenced by personal willingness to conspire” – British Journal of Social Psychology- 2011 Apr 12. 

  • ([8]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • ([9]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • ([10]) Depending on: European Journal of Social Psychology: Too special to be duped (Need for uniqueness motivates conspiracybeliefs,Wiley Online Library, First published: 23 May 2017, link: https://2u.pw/0q8KRdW. Melissa Hogenboom: The enduring appeal of conspiracy theories, link: https://2u.pw/DpPyCXH. 

  • ([11]) الشـريف، خالد (2018). لماذا أضحت نظرية المؤامرة رائجة في عالمنا اليوم؟ على الرابط: https://www.sasapost.com/conspiracy-theory-in-the-world/ 

  • ([12]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر. 

  • ([13]) الخطيب، علاء الدين (2022). نظرية المؤامرة والمؤامرة بين الوهم والحقيقة، مركز حرمون للدراسات المعاصرة. 

  • ([14]) الخطيب، علاء الدين (2022). نظرية المؤامرة والمؤامرة بين الوهم والحقيقة، مركز حرمون للدراسات المعاصرة. 

  • ([15]) الخطيب، علاء الدين (2022). نظرية المؤامرة والمؤامرة بين الوهم والحقيقة، مركز حرمون للدراسات المعاصرة. 

  • ([16]) الخطيب، علاء الدين (2017). دراسة اللاجئون السوريون في دول الجوار واللاجئون في اوروبا. موقع بيت السلام، على الرابط: https://2u.pw/7V5nslY 

  • ([17]) بونقاب، مختار (2019). نظرية المؤامرة حقيقة أم وهم؟ (قراءة فكرية فلسفية). مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر.

whatsApp.Icon-01.png
bottom of page