En

       يطرح هذا العدد من مجلة قاف للدراسات الإعلامية والعلوم السياسية، تساؤلات هامة حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل وصياغة وعي المجتمع الأردني؛ وتحديداً بين الشباب الجامعي، وكيف أصبحت هذه الوسائل بيئة للتضليل الإعلامي، ما يثير النقاش حول مصادر المعلومات ومدى صدقها وموثوقيتها.

     يركز العدد من جهة أخرى على أساليب استخدام ممارسي العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية الأردنية لتقنيات الاتصال الرقمي، حيث نكشف هنا عن تحديات توظيف هذه التقنيات في سياق يتّسم بالتعقيد بين فعالية الاتصال والحفاظ على المصداقية والشفافية، كما ويأخذنا العدد لاستكشاف الدور الذي يمكن أن تقوم به التربية الإعلامية في مكافحة التطرف والإرهاب، مؤكّدين على أهمية شبكات التواصل الاجتماعي كأدوات توعوية وتعليمية؛ في سياق متّصل ندرس كيف أنّ وحدة الجرائم الإلكترونية في جهاز الأمن العام تتصدى للجرائم الإلكترونيـة فــي ظــــل تزايــد استخدام الشبكـات الاجتماعيـة وضعـــف الرقابة عليها.

       على صعيد منفصل لا يمكن تجاهل الساحة الدولية، حيث يتناول العدد المعالجة الإعلامية للحرب الروسية الأوكرانية في قناة الجزيرة، وهذا الموضوع يطرح تساؤلات حول تأثير الإعلام في تشكيل تصورات الجمهور حول النزاعات الدولية وخاصة تلك التي لها مساس على الأمن الدولي.

أخيراً وليس آخراً، نستعرض في هذا العدد تأثير وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة في تركيا على علاقاته مع دول الاتحاد الأوروبي، متتبعين مسار هذه العلاقة على مدى عقدين من الزمن، ونقدم تحليلاً يبرز كيف تشكل السياسة الداخلية لدولة ما تأثيرات واسعة على محيطها الدولي، مما يعكس تداخل المصالح والتحديات في عالم مترابط.

نأمل أن يشجع هذا العدد القراء والباحثين على التفكير النقدي والتساؤل حول الأدوار المتغيرة لوسائل الإعلام في عالمنا المعاصر، كما ونود أن نذكر دائماً، أنّ قوة الإعلام لا تكمن فقط في نقل الأخبار، بل في قدرته على تشكيل الوعي وإلهام التغيير. 

​

​

مع أطيب التمنيات